الملك محمد السادس يوجه خطابا إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال49 للمسيرة الخضراء
منذ فبراير 2010 والخالة فتيحة الحساني، أرملة المجاطي عضو تنظيم القاعدة، الذي لقي مصرعه في مواجهة مع الأمن السعودي، تخوض حربا ضروسا من أجل تحفيظ ملف المعتقلين الجهاديين في إسمها حتى تكون ناطقة باسمهم في الخارج، الخالة فتيحة الحساني كما تحب أن يناديها كل الجهاديين في السجون المغربية عَمِلَت ما في وسعها منذ بداية 2010 حتى تأخذ ريادة “العمل التطوعي” في جمعية النصير التي كانت تنشط فيها، وسَعَتْ بدون كلل من أجل الحصول على ملفات المعتقلين التي كانت الجمعية قد رعتها في إطار عملها الحقوقي، وبعد أن عجزت عن تنفيذ مخططها في إطار جمعية النصير انسَحَبَتْ، وشَكَّلَتْ تنسيقية ضمت عوائل بعض الذين تلطخَتْ أياديهم بدم المغاربة، وفي مقدمتهم المعتقلة السابقة زوجة ياسين بونجرة الذي كان عضوا في خلية حي الفرح، وبمسكنه تم تخزين المتفجرات التي اسْتَخْدَمَتْهَا الخلية في تفجيرات في حي الفرح وسيدي مومن.
كان لا بد للخالة فتيحة أن تضمن استقلالها عن النصير ليس لأنها تحب الجهاديين بل لأنها كانت تتلقى تعويضات شهرية مقدارها ألف دولار من لدن جمعية قطرية موجودة في سويسرا، وكانت مُهِمَّةُ فتيحة الحساني هي جمع المعطيات، تصوروا جمع المعطيات عن كل الجهاديين المُعْتَقَلين في السجون، أسماؤهم القضايا المتورطين فيها، لفائدة جمعية حقوقية في سويسرا.
الآن ظهر أن الأمر لم يكن عملا تطوعيا حقوقيا، بل كان عملا مدفوع الأجر تتقاضى عنه الخالة فتيحة 1000 دولار شهريا، أكثر من ذلك بعد إنشاء التنسيقية، وربما قبلها كانت الخالة فتيحة تتلقى أموالا من الخارج من أجلها تم الاستماع إليها من طرف الشرطة القضائية في الدار البيضاء، أمس الثلاثاء.
وحسب معطيات مؤكدة فقد كشفت الخالة فتيحة أنها كانت تتلقى أموالا بالأورو والجنيه الاسترليني من بريطانيا وبلجيكا وقطر وسويسرا وهولندا، ودول أوربية أخرى. وكان من شروط ضمان استمرارية التحويلات المالية من الخارج ملف معتقلي السلفية في السجون.
الآن بدأت الخيوط تظهر لماذا بعد إنشاء تنسيقية الخالة فتيحة ظهرت تجاوزات حكايات مختلفة لم يشهدها المغرب من قبل، مثل اغتصاب المعتقلين وانتزاع الأظافر والتعذيب في السجون، وانتفاضة السجون، وإضراب الخالة فتيحة عن الطعام في بيتها. لقد كانت في حاجة إلى اختلاق تجاوزات وهمية ومعارك وهمية من أجل استدرار العطاء، فكم أخذت الخالة فتيحة في معاركها من الأموال الواردة من الخارج؟ فمن جمعية الكرامة الأجر ربما تجاوز 20 ألف دولار، أما من باقي الدول الأوربية فعلم ذلك عند الله.
سؤال هل منتدى الكرامة الذي يترأسه البرلماني رئيس لجنة العدل والتشريع مصطفى الرميد، الذي يُنَسِّقُ مع الخالة فتيحة، ويُوَفِّرُ لها التغطية القانونية من خلال الدعوة إلى وقفات واحتجاجات أمام السجون، وفي كل الساحات العمومية ولو بدون رخصة، على علم بالتحويلات؟ وما هي أوجه صرف كل الأموال التي تم تحويلها للخالة فتيحة في اسمها الشخصي من الخارج؟ وهل تداول المكتب التنفيذي لمنتدى الكرامة في هاته التحويلات؟ إنها أسئلة تنتظر أجوبة لتنوير الرأي العام.
الخالة فتيحة، وبعيدا عن منطق الشرطة القضائية، وباعتبار العمل الحقوقي عمل تطوعي فهي مطالبة بأن تعلن أمام الرأي العام، وأمام أهالي المعتقلين التي كانت تتاجر بقضاياهم ومعاناتهم كل الأموال التي تلقتها من الخارج. وحتى إذا كانت قد قدمت مساعدات إلى الأهالي أن تعلن للجميع لائحتهم حتى يعرف الجميع من استفاد ومن لم يستفد، ولماذا وما هي المعايير التي اعتمدتها في التوزيع، إذا كان هناك أصلا توزيع؟ مع العلم أن الخالة فتيحة لا تؤمن بالنظام البنكي المغربي، وليس لها حساب فكيف مَسَكَتْ سجلات المحاسبة حول الأموال التي تلقتها من الخارج؟ حتى لا نقول تجاوزًا هل لها رخصة من أجل جمع التبرعات العامة ؟ ولماذا تعيش هي وحدها بأموال المساعدات وتحرم الباقي؟ وهل استفاد من المساعدات أهالي المعتقلين المرتبطين بالقاعدة وحدهم؟
إنها أسئلة حارقة نتمنى أن تجيب عنها كل الأطراف المعنية بكل شفافية وأمام الرأي العام.
أكورا بريس