بقلم بشرى شاكر/المملكة المغربية
الفتنة اشد من القتل !!!
من منا لم يقرأ هذه الآية الفضيلة من سورة البقرة ومن منا لم يكررها مرارا، ولكن من منا يفهمها فعلا ومن منا يدرك تبعاتها فعلا، ليتجنبها ويتقيها؟؟؟
الفتن التي تطاولت على العالم الإسلامي والعربي عموما والقادمة من مهد الديمقراطيات الكبرى والتي جعلت شوارعنا تنزف بحثا عن ديمقراطية الطرقات، وجعلتنا طوائف مقسمة تتقاتل فيما بينها، هي مؤذية لا محالة ولكنها حينما تأتينا من الآخر فعلى الأقل نستوعب حاجته للقيام بذلك، ونفهم ما الذي يجنيه من شتاتنا واضمحلال اقتصاد دولنا وفرقة مجتمعاتنا ولكن حينما نكون نحن أهل الفتن !!!
فلصالح من نعمل يا ترى؟؟
وهل حان الوقت لنحمل مشعل الفتنة دون الحاجة لهم؟؟؟
سلوى المطري احد حاملات مشعل “الإصلاح” أو “الفتنة” كل يراها بمنظاره…
يقال عنها ناشطة كويتية وأي نشاط هذا الذي تقوم به !!!
بين دعوات للتحرر من جهات غربية وأدوات عربية منفذة، وبين دعوة جديدة للعودة لزمن الجواري وتقنين “الزنا”… أمرين يبدوان متباعدين ولكنهما يصبان في نفس المنحى…افتن…فرق…وفرق…تسد.
فلنسم الأسماء بمسمياتها، رجل عربي مسلم متزوج لا تكفيه امرأة أو غير متزوج ولا يملك أن يفتح بيتا كما يجب، لتسهيل الأمور وتبسيطها لم لا يبحث عن جارية؟؟ لم لا يزني بطريقة مقنعة؟؟؟
بعد مرور 14 قرنا على سن الإسلام لعتق الرقاب وإعتاق الجواري وفي زمن تبحث فيه المرأة عن حقوقها وكرامتها، ها هي لدى “سلوى المطري” تصبح جارية يتمتع بها الرجل مقابل اجر شهري يضعه في حسابها البنكي بدون قيد الزواج !!!
لا يحق لها أن تنجب… فهي جارية… و لكن إن حصل؟؟؟
لا يهم، فلدى سلوى كل الحلول… تقول هذه المبدعة إن الجواري قد يكن من بين الأسيرات مثلا الروسيات وبالتالي يصح عليهن قانون “السبايا”…
ولم لا يا سلوى من العاملات العربيات الأجنبيات اللواتي يعملن في دول الخليج بحثا عن رزقهن ورزق أهاليهن؟ ولم لا من الاندنوسيات اللواتي يعملن ببيوت خليجية؟؟؟
نداء إلى سلوى، صكي بندا جديدا من فضلك فالجواري كثيرات يا سيدتي الملكة…
الإسلام يا سيدتي لم يبح الرق والعبودية، فالإسلام جاء عتقا للأمة من الجهل الذي على ما يبدو ما زلنا نرتع منه إلى الآن !!!
جاء ليهبنا كرامة وحرية فكيف ترينه دين رق وعبودية وكيف تبيحين الفتن تحت مسمى الدين الإسلامي؟؟؟
لم يبح الإسلام الرق والاستعباد بل جاء في بيئة كانت تشتهر بذلك فجاء تحريمه لما يحصل تدريجيا تماما كما جاء تحريمه للعديد من المعاصي تدريجيا، فنفسيا، أي ممنوع فهو مرغوب ولذلك، فلا يمنع الشيء كليا وإنما يمنع شيئا فشيئا حتى يكون المنع عن اقتناع بضرره ووجوب تركه…
فحينما لم يمنع الإسلام امتلاك الجواري والعبيد وقننه بما “ملكت أيمانكم” كان ذلك رفقا بهواتي الجاريات اللواتي كن يضربن وينكلن ويبعن من شخص لآخر دون كرامة ولا حقوق…
بعدها فرضت نسبة في زكاة المسلمين لفك الرقاب يا سيدتي “السلطانة”، وجعل عتق الرقاب كفارة لأكبر المعاصي مثل الإفطار العمد وبعدها سن قانون الأسرى فلم يستعبدوا، بل أمر القرآن الكريم بإطلاق سراحهم بدون مقابل أو تبديلهم بأسرى المسلمين ولم يذكر قط إمكانية استعبادهم وجاء ذلك صريحا في قوله تعالى في سورة محمد : “فشدوا الوثائق فإما منا بعد وإما فداء”.
غير أن الناشطة الحقوقية نسيت أيضا أن قانون المتاجرة بالجواري جرم في صكوك كانت بدايتها في القرن الثامن عشر ومن بينها اتفاقية برلين لسنة 1885 ووقعت الاتفاقية الخاصة بمنع المتاجرة بالرقيق سنة 25 سبتمبر 1926 في جنيف…
لكن على ما يبدو حل الدعارة لدى ناشطة “الحقوق” هو دعارة أخرى مقننة بعيدا عن كرامة الإنسان وحريتة…
لم تكتف “الناشطة” الكويتية التي كانت مرشحة لمجلس الأمة بطلبها من الدولة سن قانون الجواري وفقا لشروط وضعتها حضرة الخبيرة، وإنما سنت للنساء غير المتزوجات أن يشترين عبدا يتزوجن به لحل أزمة العنوسة في المنطقة العربية !!!
لماذا لا توافق سلوى مثلا على أن تشاركها زوجها ثلاث نساء مسلمات لحل مشكل العنوسة بدلا من أن تزوجهن عبدا؟؟؟
على الأقل التعدد مشروع في الإسلام وفقا لشروط ثابتة ولا يهدر ماء وجه الطرفين مثل استعباد احدهما للآخر…
إن فتنة “النشطاء” اللذين يدعون أنهم يبحثون عن حقوق البشر لم تنتهي لدى هذه السيدة عند هذا الحد، فلم تكتف بما يعرف في بعض البلدان العربية بالبيرة الحلال ولكنها أوجدت الويسكي الحلال..
من خبيرة حقوقية في سن قوانين غريبة إلى دكتورة مختبر…
فحضرتها أوجدت خلطة عجيبة تنعش العقول وتثير الأحاسيس وأسمتها “ويسكي الوناسة”، وطبعا وضعت له الخبيرة “سلوى المطري” صكا قانونيا بالتأكيد…
نعم…الخلطة حلال والويسكي حلال تماما مثل البيرة الحلال وهو الآن وحسب قولها ينتظر موافقة مختبر وزارة البلدية بالكويت..
مشرب حلال غير مسكر ولكن كأسا واحدا منه “حسب الخبيرة” يجعل الإنسان سعيدا؟؟؟
هل لدى أي عالم تفسير لهذا التناقض؟؟؟
مشروب جديد “يعطيك جوانح”…
هنيئا لسلوى أخيرا مشروب سوف يسوق بسرعة وسيجني أرباحا طائلة…
هذا ليس كل شيء فهل نحتسي كأس خمر- عفوا مشروب السعادة- دون أن ندخن سيجارة السعادة؟؟
نعم سيجارة السعادة هو الاسم لسيجارة سلوى…
لقد نفذنا كل مشاريعنا العربية وحررنا كل أراضينا السليبة ولا ينقصنا الآن سوى البحث عن جواري وعبيد وكأس نبيذ…
لا ينقصنا إلا أن ننتشي ونحرق سيجارة ونستنشق دخانها…
فلنرحل إلى عالم أفضل وجميل…عالم سلوى الخبيرة…
نحن للأسف لم نعد بحاجة للغرب ليصدروا لنا فتنهم، فقد بتنا نبحث عن كل وسيلة تحقق لنا الشهرة والربح السريع، حتى لو كان على حساب بلداننا وأوطاننا وشبابنا..
قروا عينا أيتها الشعوب السامية، فلدينا من يثير الفتن بيننا لا تكلفوا أنفسكم عناء الاقتراب… ارقبونا من بعيد…فسنلبي نداء الفتنة…