انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية
بقلم: خالد أشيبان
يقول المثل “اللي خباه الليل يفضحو النهار”، وبالنسبة لوزير الصناعة والتجارة الذي يمثل حزب العدالة والتنمية فينطبق عليه المثل القائل “اللي خباتو بوركينافاصو يفضحوه المغاربة “. فحسب مجلة “الآن” في عددها الصادر هذا الأسبوع السيد الوزير المحترم أقام بجناح رئاسي في فندق «لايكو واكا»، وخصص لنفسه عشاء بغرفته أدى ثمنه من أموال دافعي الضرائب بقيمة مليون سنتيم، مما دفع قافلة “مغرب للتصدير” إلى رفض أداء واجب هذه الفاتورة، لأنها تتضمن قنينتين من الشامبانيا من النوع الرفيع، بحسب ما صرح به المسؤول الأول لهذه المؤسسة لمجلة «الآن».
يا سلام !! بالصحة والراحة معالي الوزير ومحسدناكش !! ولكن هذا الخبر يتنافى وقيم الحزب الإسلامي الذي يتخذ الشريعة الإسلامية كمرجع، وبما أن الخمر محرم في الإسلام فإن السيد الوزير سمح لنفسه بفعل شيء يعتبره الحزب في مرجعيته محرماً. وإذا كنا نحترم الحرية الفردية للسيد الوزير وحقه في شرب ما يشاء، فإننا لا نسمح للسيد الوزير أن يدفع ثمن حريته الشخصية من أموال الشعب.
قبل أن نعتبر الخبر فضيحة، اعتبره شخصياً مظهراً من مظاهر النفاق عند الحزب الإسلامي. فمسئولو الحزب لا يتفوهون بجملةٍ إلا وختموها ب”قال الله” و”قال الرسول” وهذا من مصادر تعاطف المغاربة مع الحزب لأن الشعب المغربي تربطه علاقة وطيدة بدينه. السيد الوزير المحترم أثبت اليوم أن تعاليم الإسلام لا تعنيه عندما يتعلق الأمر بحريته الفردية بقدر ما تعنيه خلال الحملة الانتخابية، وهنا يطرح الإشكال : وزير يسمح لنفسه بتبذير المال العام لممارسة حريته الفردية التي يعتبرها غير فردية عندما يتعلق الأمر بالشعب.
ماذا سيكون رد فعل السيد بنكيران فهادشي ؟ فالرجل منذ أن أصبح رئيس الحكومة وهو يمضي وقته في حل المشاكل التي يتسبب فيها وزراءه، لدرجة أنه انفعل يوماً وقرر الزيادة على المواطنين في ثمن المحروقات دون أن يشعر. وماذا سيكون رد السيد الرميد الذي قال يوماً بأن السياح يقصدون مراكش بحثاً عن الملاهي والمعاصي ؟ هاهو السيد وزير الصناعة يجيب زميله في الحكومة بأنه كذلك قصد بوركينفاصو وارتكب معصية حسب مرجعية الحزب و “الدنيا هانية”.
سننتظر جواب الوزير بخصوص هذا الخبر، فإن كذبه وأثبت العكس بالدلائل فسنعتذر له وسنسانده ضد المجلة. لكن إن صح الخبر فالسيد الوزير مجبر على تقديم استقالته ليس لأنه دفع الفاتورة من المال العام “الله يسامح”، لكن لأنه خرج عن الشرعية والمرجعية الحزبية التي أوصلته إلا الوزارة اليوم.
وختاماً نقول للسيد الوزير ما قاله الله تعالى في كتابه “كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”.