من يصدق أن علي المرابط يُضْرَبْ ولا يَضْرِبْ، من يصدق أن علي يُهَانُ و لا يُهِينْ يُسَبُّ ولا يَسُبُّ، من يصدق أن علي أصبح وديعا لا يريد إلا التفاح في الجوج ديال الصباح، من يصدق أن علي يُعْتَدَى عليه ولا يعتدي عليهم.
لحد الآن لم نسمع إلا رواية واحدة، رواية طرف وديع يخرج ليلا في رمضان على الساعة الواحدة والنصف لشراء التفاح عند باعة متجولين و ;فجأة يتم الاعتداء عليه من طرف رجال الأمن بحضور ضابطهم ويجردونه من ماله وبطاقة تعريفه الوطنية ويضربونه وهو لا يضرب، يسبونه وهو لا يسب، يأخذون بطاقة تعريفه الوطنية وهو لا يرد، يأخدون 200 درهم من جيبه وهو ساكت، سبحان مبدل الأحوال.
لقد حصل التغيير الديمقراطي في المغرب، الرجل الذي يكره بعضه بعضا يؤمن اليوم بالقانون وبالشهود والحجة ويقدم شكاية أمام الشرطة ويصر على أن يعطي تفاصيل رحلة شيخ وقور من المرابطين يخرج ليلا، رجل لا يشرب خمرا ولا يأتي فاحشة ويشهد في ذلك الذين يبحثون في صندوق قمامته، فلأنه رجل مهم فقمامته تعتبر قضية دولة حتى يهتم بها كبار رجالات الدولة يبحثون فيها صباح مساء ربما يجدون ما يفيد الأمن القومي المغربي و ربما أسرار الأمن القومي الإسباني وربما خريطة الصواريخ الموجهة ضد المغرب من داخل التراب الإسباني، وربما أشياء أخرى.
أهم موضوع في حكاية علي الذي يزدرد التفاح هو الباعة المتجولون، كان على علي أن يعلن تضامنه مع الباعة المتجولين و يفهم الناس أنه ربما أصر على حق الباعة المتجولين في التجوال في كل مكان و الوقوف حيث يشاءون في تطوان و كيف لا و هم في عهدة الشيخ الذي لا يشرب الخمر و لا يأتي الفاحشة لا في رمضان و لا غير رمضان و صندوق قمامته شاهد على صدق طويته و صفاء نفسه و نقاء روحه، فبين الحق في البيع بالتجوال و شراء التفاح بالتجوال تكمن الحقيقة المتجولة.
أكورا بريس