تشالالا الإلكتريكي أهم رجل عاقل في المغرب
المبعوث الأممي الخاص، خوان مندز زار المغرب بطلب من الحكومة المغربية، فتحت له السجون وجال المغرب شمالا و جنوبا، التقى بالجمعيات الحقوقية في المقرات التي ارتضتها اتصل به كل من أراد وتسلم من الجميع تقاريرهم. وفي إطار مهمته اختار أكثر من مرة أن يدخل كوميساريات من اختياره، وفي آخر لحظة حتى يعرف حقائق الأمور عندما انتهت مهمته عقد ندوة صحفية وقدم تصريحا شكر فيه تعاون السلطات المغربية، واعترف أنه دخل بدون قيد أو شرط جميع أماكن الاعتقال والحراسة النظرية.
ومن بين الخلاصات الأولية التي وصل إليها الرجل أن ثقافة حقوق الإنسان تتطور في المغرب، وتأخذ طابعا مؤسساتيا، وأنه لمس على الأرض تطورا ملحوظا في العشرية الأخيرة مقارنة مع “عشاريات” سابقة رغم أنه، يضيف تلقى شهادات حول بعض الضغوط التي يتعرض لها الموقوفون أثناء الاستماع إليهم، وعرج في تصريحه على ما بلغ إلى علمه من استعمال القوة في تفريق بعض التظاهرات الاحتجاجية.
تصريح متوازن من هذا الحجم لم يكن ليرضي بعض الأوساط المعروفة بعدائها لاستقرار المغرب، سواء جناح “غَوْتْ بَاشْ تْقَوَّتْ ” أو جناح “تأبط شرا”.
الجناحان يتلقيان في منطق تقريع السلطات العامة، وتزوير الحقائق في مبادرات تتقاطع مع مصالح أطراف معادية للمغرب، وفي أكثر من مرة بطريقة مبيتة تهدف إلى خدمة أجندة غير وطنية، وهذا ما حدث مع زيارة “مندز” عندما تطوع أكثر من طرف من أجل الترويج لروايات غير حقيقة تعاملت معها السلطات بمنطق التسفيه بالحجة والدليل، مما جعل “مندز” يعترف لمقربيه ولبعض محاوريه الشبه رسميين بأنه قبل قدومه للمغرب كانت له نظرة محكومة بأحكام مسبقة غير الحقيقة، وأنه فوجئ بالواقع الحقيقي، وأن المغرب يعتبر دولة متطورة في التعاطي مع الشأن الحقوقي مقارنة مع كثير من الدول.
جناح “تأبط شرا” وجناح “غَوَتْ باش تقوت” بقيادة “تشالالا الإلكتريكي” سعى بمعية بعض الصحافيين الإسبان لكي يحصل على تصريح لـ”خوان مندز” بالإسبانية معادي للسلطات المغربية حتى يروجه في كشكه الإلكتروني، ولكن مبادرته سقطت في الماء كما سقطت من قبلها كل محاولاته لشغل الرأي العام بطرهات منزله التطواني وصراعه مع مقدم الحي حول البناء بدون رخصة بالإضافة إلى مسلسل التبضع ليلا من كراريس الاقتصاد غير المهيكل في الشارع العام.
الرجل لا يريد أن يكون رجل إعلام، بل يريد أن يكون فاعلا في الشارع العام مسلحا بكاميرا كشك إلكتروني ويمني النفس بصورة غير حقيقية عن نفسه وعن البلد ولا يكلف نفسه عناء المقارنة بين تدخلات القوات العمومية في إسبانيا والمغرب، أو حتى تعامل شرطة نيويورك مع حركة “احتلوا وول ستريت”، عندما احتفلت قبل أسبوع بالذكرى الأولى لتأسيسها أو حتى تعامل شرطة لندن مع فرع نفس الحركة يوم احتل مقر بلدية لندن.
وباعتبار أن الرجل غير مستقر نفسيا وتشالالي بامتياز فهو يرد جميع مشاكل المغرب إلى جهة معينة ولا يرتاح إلا إذا ألصق بها كل شيء.
إن استقرار المغرب لا يصنعه النكرات الإلكتريكية، بل يصنعه الرجال فحتى في دول الربيع العربي، وبعد أكثر من عام على حدوث التغييرات ظهر أن التحدي الحقيقي في كل الدول المعنية هو الاستقرار، فهل غيرت الدول المعنية طريقة أدائها في الشارع، سواء في القاهرة أو تونس عندما اجتاحت المظاهرات شوارع العاصمتين بمناسبة الاحتجاجات حول فيلم “براءة المسلمين”؟ لقد سقط جرحى وقتلى في العاصمتين ومع ذلك فَلَمْ يتطوع واحد من دعاة الربيع أو البقولة العربية إلى الاحتجاج، بل بالعكس كانت هناك تصريحات تدعو إلى الحزم في مواجهة التجاوزات في الشارع العام…..
أما ليبيا فالاستقرار والأمن أصبح سرابا والبلد لا يعيش الآن إلا من مدخرات وأرصدة دولة القذافي التي جمدتها الدول الغربية أيام الحراك، “تشالالا” ينكر على الدولة المغربية أن تحتفي برجالاتها الذين لم يسترخصوا كل شيء من أجل استقرار المغرب، عندما كان هو وصحبه يمنون النفس بدخول المغرب دوامة عدم الاستقرار حتى تزدهر تجارتهم في تسويق صور الدمار والخراب ويَحْظَوْن بالحضور بالبلاطوات التلفزية الخارجية كأشباه محللين يرافقون بالصوت والحركة صور الدم لكي يقبضوا وترضى عنهم الأمم التي لا تهمها إلا خيرات الشعوب بالثمن الأدنى الذي يريدون.
الرجل آثر ألا ينسب بعض الادعاءَات بالتجاوزات التي تحدث في السجون كما وصلت “خوان مندز” إلى صاحبها المسؤول عنها، لأن “خيرو سابق، فهو الرجل الذي أقبر يوم كان مسؤولا عن الأمن شكاية من صحفية كانت ضحية تحرش جنسي من طرف “تشالالا” دومان حتى يطالها التقادم.
لقد رفض “مندز” أن يكون ناطقا باسم “تشالالا”، لكن “تشالالا” ظل وفيا لنفسه الأمارة بالسوء منذ أن آمن بمنطق “تأبط شرا”.
أكورا بريس