عمر الحضرمي
كتب الدكتور “محمد لمين ولد محمد” من موريتانيا مقالا عنونه بــ” أول استطلاع للرأي بمخيمات البوليساريو: يضع عمر الحضرمي على رأس قائمة الشخصيات الأكثر تأثيرا في الصحراويين ونتائج الاستطلاع تغضب السلطات الجزائرية وتستنفر أجهزتها الأمنية”.
المقال يكشف أن المخابرات الجزائرية نظمت استطلاعا للرأي شمل عينة من ساكنة تندوف بلغت قرابة 800 شخص كان بهدف بحث الأجهزة الجزائرية عن الشخصية التي تتمتع بإجماع داخل المخيم من بين ثلاث شخصيات قيادية وفاعلة في جبهة ما يسمى بالبوليساريو وهم: “محمد عبد العزيز”، “محمد لمين البوهالي” و”ابراهيم غالي.”
إلا أن نتائج الاستطلاع كما تحدث المصدر، استفزت مختلف الأجهزة الأمنية الجزائرية واستغربت الدوائر الأمنية النتائج الغير المتوقعة التي أفرزها استطلاع للرأي الذي أشرفت عليه جمعية الصداقة الجزائرية الصحراوية التي يطلق عليها داخل دوائر القرار الذراع العسكري الجزائري بمخيمات تندوف.
وذكر المقال أن الجمعية المذكورة التي أوكلت لها مهمة الإشراف على الاستطلاع، توصلت برسالة سرية تفيد أن الاستطلاع هو بمثابة استبيان لنظرة الساكنة للقادة الحاليين، ومدى قابليتهم لقبول شخص قد تختاره الجزائر ليتولى شؤونهم ممن يحظى بالثقة لدى دوائر القرار، وكخطوة استباقية لأي وضع مستقبلي قد يفرض تغيير رئيس الجبهة الحالي، أو عجزه لسبب من الأسباب عن أداء مهامه كالوفاة أو قيام ثورة حقيقية ضده، مما يفرض على الجزائر الراعي الرئيسي لما يسمى بالبوليساريو أن تحدد من الآن الشخص البديل الذي يدين بالولاء لها ويأتمر بأوامرها حفاظا على مصالح الجمهورية الجزائرية.
وذكر “لمين” في مقاله أن اختيار جمعية الصداقة الصحراوية جاء اعتبارا لقربها من ساكنة المخيمات ونسج أعضائها لعلاقات قوية مع مسؤولين كبار بالجبهة، وقدرتهم على التواصل المباشر مع ساكنة المخيمات باعتبار ما دأبت الجمعية على تنظيمه من أنشطة تستهدفهم بشكل مباشر.
إلا أن الغريب في الأمر يقول المقال، أنه بعد جمع غالبية الاستمارات الموزعة على عينة من الساكنة لتحديد المعايير المشترطة في الشخصية المؤثرة ومدى تطابقها مع الشخصيات المعروضة للاستفتاء الشعبي، تبين أن اسما رابعا أضيف للأسماء المقترحة لم يكن سوى اسم القيادي السابق بجبهة ما يسمى بالبوليساريو “عمر الحضرمي” مع إضافة عبارة “القائد الأمثل” إلى جانب اسمه، فيما حملت استمارات أخرى عبارات مختلفة من قبيل: “عمر الحضرمي” الوحيد القادر على تخطي مرحلة الجمود التي تعيشها القضية الوطنية، وهي العبارات التي فاجأت القائمين على استطلاع الرأي واستنفرت كافة الأجهزة الأمنية التابعة لما يسمى بالبوليساريو، واستدعت رفع تقرير عاجل في الأمر لمكتب الرئيس الجزائري “عبد العزيز بوتفليقة” الذي أمر بفتح تحقيق فوري في الأمر، والتحقق من صحة التقارير الاستخباراتية السابقة التي كانت تصله عن مخيمات تندوف وتؤكد زورا أن الساكنة لا تدين بالولاء سوى لشخص “محمد عبد العزيز” الذي بين استطلاع الرأي أن لا شعبية له ولا لقادته الذين يحظون بتأييد الجزائر وحمايتها.
وحسب التقرير السري الذي رفع إلى الرئيس الجزائري يقول المقال، فإن السبب وراء إجماع ساكنة المخيمات على “عمر الحضرمي” واعتباره قائدا مثاليا، هو اختيار نابع عن معطيات تاريخية ووقائع حالية، حيث أن الرجل خلال مراحل مسؤولياته بجبهة ما يسمى بالبوليساريو راكم احتراما كبيرا وتعاطفا مع الساكنة لاهتمامه بمصالحها والإشفاق على ضعفائهم، والحرص على توعيتهم من الاستغلال الجزائري الذي يمارس في حقهم، وهو ما تبين لهم اليوم بالملموس واكتشفوه في وقت متأخر، وانقشعت أمامهم الغمامة ليستيقظوا على حقيقة المعاناة التي تريدها الجزائر أبدية، مستحضرين تحذيرات “عمر الحضرمي” منها قبل سنوات عديدة قبل أن يقود انتفاضة أكتوبر 1988 التاريخية التي غيرت تاريخ الصحراء المغربية وفضحت زيف الشعارات الثورية لما يسمى بالبوليساريو.
وخلص التقرير – حسب مقال الدكتور لمين- إلى أن القيادات الحالية لجبهة ما يسمى البوليساريو فقدت إشعاعها وتأثيرها على ساكنة تندوف لصالح “عمر الحضرمي” التي تتطلع له ساكنة المخيمات من موقعه الحالي على أنه المنقذ من متاجرة قادة ما يسمى بالبوليساريو بمستقبلها، وهو الوحيد الذي تقبل الساكنة بأي حل يقترحه باعتباره الأكثر حرصا على إنصافهم وإنهاء معاناتهم والأكثر دراية بواقعهم، وهو ما اعتبره التقرير الجزائري بداية دعوة من ساكنة المخيمات إلى “الحضرمي” للدخول على الخط من أجل خلق تيار بديل عن الجبهة وتحكمها في مصير المحتجزين، وهو ما رأت فيه الأجهزة الأمنية الجزائرية خطرا يتهدد مستقبل جبهة ما يسمى بالبوليساريو ما لم تتخذ خطوات جريئة من أجل كسب تعاطف الساكنة وخلق إجماع بينهم ولو بالقوة على شخصية موحدة تأتمر بأمر صناع القرار في الجزائر.
أكورا بريس/ خديجة بــراق