في مقال لها يوم 30 سبتمبر 2012، كتبت “ألف بوست” الموالية لأحد أطراف زمن ولى، مقالا تتهم فيه جهات مخابراتية بدعم انفصال كاطالانيا، وبنت استنتاجاتها على الحجم الكبير للمغاربة الذين خرجوا في مسيرة 11 سبتمبر ببرشلونة لدعم انفصال كاطالونيا عن اسبانيا. المقال وقف عند مشاركة الحركات الأمازيغية ذات الأصول الريفية.
نفس المقال خلص في الأخير إلى أن الأجهزة المغربية ليس لها القدرة على تعبئة الجالية المغربية هناك لدعم انفصال كاطالونيا، وأسهم في تعداد العوامل الموضوعية والذاتية التي تعطي تفسيرا لحجم المشاركة، واعتبرها راجعة إلى النضج السياسي للجالية واحتضانها من طرف الأحزاب الكاطالانية ذات التوجه الاستقلالي.
بعد 12 يوم تعود “ألف بوست” بتحليل نقيض لتحليلها السابق و تتهم المخابرات الداخلية المغربية بتهديد الجالية المغربية في اسبانيا المؤيدة لحزب الوفاق والتجمع الداعين إلى انفصال كاطالونيا واعتبرته التفسير الوحيد لغياب الكثير من الجمعيات عن حضور الاجتماع الذي عقده حزب الوفاق وحزب التجمع الكاطالاني يوم السبت ما قبل الماضي.
ففي أقل من أسبوعين تكتب “ألف بوست” الموالية لأحد أطراف زمن ولى الشيء ونقيضه، ففي مسيرة 30 سبتمبر المخابرات كانت وراء المشاركة المكتفة، وفي اجتماع 6 أكتوبر المخابرات كانت وراء غياب النسيج الجمعوي المغربي عن اللقاء مع الأحزاب الداعية إلى استقلال كاطالونيا وفاءا لمنطق “فيك فيك آ المشلمة”.
الأيادي الخارجية معروفة سلفا سواء شارك المغاربة أم لم يشاركوا، المهم بالنسبة ل”ألف بوست” أن يظهر عيب المغرب الرسمي إذا استقلت كاطالونيا، فالمغرب كان وراء ذلك حتى يسمم علاقته مع مدريد، وإذا لم تستقل كاطالونيا فالمغرب وراء ذلك حتى يسمم علاقته المتميزة مع عالم المال و الأعمال في كاطالونيا، المهم بالنسبة ل “ألف بوست” كيفما كانت نتيجة استفتاء 25 نوفمبر القادم فالمغرب لابد أن يخرج خاسرا و هي مستعدة للترويج لأطروحة تمس المصالح الإستراتيجية العليا للمغرب.
فمن يعرف الحسين المجدوبي و علاقته بصاحب الشيكات و صاحب السخاء الحاتمي الذي لم يقرض من المغاربة إلا أصحاب القلم و في مقدمتهم قلمه الإلكتروني يعرف سر غياب الانتماء إلى المغرب في كليته و شموليته و الإلتزام بالدفاع عن القضايا الإستراتيجية كيفما كان حجم التناقض بين القلم الإلكتروني و حاتمه الطائي و الأطراف المغربية الأخرى.
غياب تمغرابيت والإنتماء إلى المغرب ليس أمرا جديدا على “ألف بوست” ففي كل كتاباتها السابقة و حتى اللاحقة لن يجد المتتبع إلا كل ما يناهض المغرب كما حدث عندما اتهمت “ألف بوست” قبل أسابيع السلطات المغربية بتدبير العمليات الإرهابية التي هزت قطارات مدريد يوم 11 مارس 2004 و روجت لأطروحة بعض الأوساط البليدة داخل الجناح الفرنكاوي للحزب الشعبي التي اعتبرت أن محمد حداد (الذي كانت تتهمه السلطات الإسبانية بالضلوع في الأحداث الإرهابية بناءا على رواية شاهدة اسبانية قبل أن يبرئه القضاء الإسباني) مرتبط بالسلطات المغربية التي عرقلت تسليمه للقضاء الإسباني.
“ألف بوست” لا تجاري داخل اسبانيا إلا الأطراف المعادية للمغرب و تتجاهل الحقائق حول دور السلطات المغربية في فك أعقد طلاسم تفجيرات مدريد و دور السلطات المغربية في ضبط مخبأ خلية أولاد عكشة و تشينو في ضواحي مدريد.
كان أولى بالصحفي المرتبط بالجناح الفرنكاوي داخل الحزب الشعبي الإسباني أن ينتصر أولا للمغرب حتى لو كان المغرب غير معني بقضايا اسبانيا الداخلية، لكن الولاء لغير المغرب عنده هو الأولى، الولاء لحاتم الطائي الذي لم يضع يوما فلسا واحدا إلا حيث يضمن ولاء معينا مناهضا للمصالح الإستراتيجية للدولة المغربية، إنه منطق الأورو الأهوج الذي يعمي الأبصار، لكن المغرب هو الأبقى فله الولاء الأول و الأخير كيفما كان حجم الأورو و الدنانير الآتية من مزيودة الذي هو جزء من زمن ولى.
أكورا بريس: