خصّصت مجلة “جون أفريك” مقالا تطرقت من خلاله للحرب الدائرة رحاها بين العدالة والتنمية وقناة دوزيم، التي تعكس جولاتها صداما حقيقيا للقيم بالمغرب. وتبدأ هذه الأسبوعية بالحديث عن استضافة برنامج “مباشرة معكم” لوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، الذي ظهر خلال هذا البرنامج “دون لحية” التي هي علامة بارزة للانتماء لصفوف العدالة والتنمية، وهو ما جعل العديد من المتتبعين يركزون على هذا المعطى أكثر من اهتمامهم لغة التقنقراط التي كان يتحدث بها هذا الصحفي السابق، وهو الذي علّق على الموضوع بأن المسؤولية تقع على المكلفة بالتجميل التي أكثرت من الماكياج حتى اختفت لحيته معبرا أن والدته أعجبها “لوكه”الجديد.
وفي الوقت الذي يحتفظ الخلفي بحس الدعابة، تقول جون أفريك، فإن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لا يخفي امتعاضه من مسؤولي القناة الثانية، حيث لم يتوقف عن توبيخ مسؤوليها منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة لكونها معادية لحزبه، بل إن بنكيران يرفض في بعض المناسبات إعطاء تصريحات لصحفيي هذه القناة بدعوى أنه سيتم “تقزيمها”، حيث يقول في هذا الشأن ” يقول مسؤولو دوزيم إنهم مرغمون على فعل ذلك لكننا لا نواجه مثل هذه المشاكل مع قناة الأولى.”
ولشرح أسباب هذا الصراع، تفيد أسبوعية “جون أفريك” أنّه يجب العودة إلى الوراء، أي إلى تأسيس قناة دوزيم سنة 1989 بناء على رغبة الملك الراحل الحسن الثاني، بحيث كانت تخضع لتسيير “أونا” قبل أن تشتريها الدولة…كما أنّ مديرة الأخبار سميرة سيطايل، التي قضت مشوارها الصحفي بأكمله في هذه القناة، لا تخفي الصداقة التي تربطها بمستشار الملك فؤاد عالي الهمة ولا تخفي،على الصعيد السياسي، عداءها لحزب العدالة والتنمية، وهو عداء أظهرته خلال العديد من المناسبات.
غير أن أحد صحفيي القناة الثانية يصرح قائلا ” تمثل دوزيم نخبة مغربية يزعجها المشروع المجتمعي للإسلاميين، بحيث كان فوزنا في انتخابات 2011 بمثابة كابوس بالنسبة لهم.”
وكان من الضروري أن تعود “جون أفريك” للحديث عن حرب دفاتر التحملات والجدال الكبير الذي أحدثته إلى حين تدخل الملك وتعيين لجنة خاصة لدراستها، مشيرة إلى أن ضحايا الحرب هما أحمد الغزالي ونوفل الرغاي عن “الهاكا” الذين تم تسريحهما بموجب تأشيرهما على النسخة الأولى من دفاتر التحملات، فيما لا زال مصطفى الخلفي بمكتبه بالرباط بعد أن لوّح بالاستقالة خلال فترة من فترات مناقشة هذه الدفاتر، التي تعتبر بدورها جولة ساخنة في الحرب الدائرة بين حزب رئيس الحكومة و”دوزيم”.
أكورا بريس-نبيل حيدر