يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
بيان وزارة العدل المغربية فند كذب الكاذبين الذين روجوا لحضور ضباط من وكالة الإستخبارات الأمريكية CIA إلى سجن تيفلت للتحقيق مع مغاربة معتقلين على خلفية قضايا إرهابية. البيان أوضح بشكل جلي أن الأمر يتعلق بتنفيذ إنابة قضائية دولية أصدرتها السلطات القضائية الأمريكية وتكلف بتنفيذها أحد قضاة التحقيق المغاربة الذي انتدب ضباطا من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية للقيام بذلك بحضور مراقبين يمثلون السلطة القضائية الأمريكية.
موقع “لكم” ناشر الخبر الزائف المستخرج من بيان لتنسيقية المعتقلين الإسلاميين ليس عند سابقته الأولى، فهو تعود على النشر السريع لكل الأخبار الزائفة المتعلقة بالإرهاب والإرهابيين لتبييض جرائمهم، وهو شيء يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب لأنه لو استحكم الفكر التكفيري والإرهاب في المغرب يوما واحدا لكان صاحب الموقع أول ضحايا الإيديولوجية التكفيرية، لكن صاحبنا يموت حبا في كبيره صاحب دفتر التحملات المنشور في يومية “الپاييس” الإسبانية، الذي أعطى لنفسه حق تقييم الإستراتيجية المغربية لمكافحة الإرهاب، وعوض أن يوفيها حقها في تأمينها للمغرب ولمؤسساته التي كادت أن تدخل عشرية دموية منذ 2003، سعى إلى الإنتقاص منها من خلال الترويج الكاذب لإرتباطها بالإستراتيجية الأمريكية واتهام المغرب بالمناولة لفائدة أمريكا في حربها على الإرهاب، وهو نفس المنطق الذي يروج له دعاة السلفية و القتال من شيوخ الدم و كل الإرهابيين الذين جعل الله كيدهم في نحرهم و جنب المغرب عشرية الدم و الدمار التي حلموا بها قبل أن يقودهم يأسهم إلى جبال الترك في ريف اللاذقية حيث يعسكر أكثر من 100 معتقل جهادي سابق تحت إمرة أحد قدماء معسكر غوانتنامو، الذين سلمتهم الولايات المتحدة الأمريكية إلى السلطات المغربية التي متعتهم بحريتهم قبل أن يختاروا من جديد المساهمة في مسلسل قتال المسلمين بأرض الشام.
صاحب دفتر التحملات في “الپاييس” لم يكن همه أن ينتقد الولايات المتحدة الأمريكية واستراتيجيتها لمكافحة الإرهاب لأنه ببساطة لم يجرأ يوما على انتقاد أمريكا، حيث يعيش وحيث ينشد الإستقرار لذريته، لم يجرأ يوما على انتقاد الإستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب بل بالعكس كان فاعلا في الترويج لمخطط الفوضى الخلاقة ومشروع المصالحة بين الإسلام وأمريكا للتخفيف من موجة العداء الذي يكنه بعض الرأي العام الإسلامي لأمريكا، وهو مشروع سعت من خلاله أمريكا إلى إدماج الإسلاميين في الحياة السياسية و جعلهم صمام أمن بديل للحفاظ على مصالحها لتعويض جيل الديكتاتوريين الآتين من ثكنات العسكر.
هذا المشروع الذي يتعرض اليوم للإهتزاز والخلخلة في مصر… الناس لن تنسى أبدا الرئيس الأمريكي ووزيرته في الخارجية عندما كانا يطالبان حسني مبارك بالرحيل المشفوع بلازمة ” now is now” ودفع الحسين طنطاوي للعودة إلى مصر من أمريكا حتى يُجْبِرَ حسني مبارك على تسليم مهام تسيير الدولة المصرية إلى المجلس العسكري وتقديم حكم مصر إلى الإخوان…
الأمير عندما اختار الإساءة لإستراتيجية المغرب في مكافحة الإرهاب تناسى الحقائق، تناسى حقائق رفض المغرب المشاركة في قوات “افريكوم” أو الترخيص بقيادتها للإستقرار داخل التراب الوطني، نسي رفض المغرب المشاركة في الحرب الدائرة في مالي رغم اتخاذه موقفا سياسيا مدافعا عن وحدة التراب الوطني المالي.
لقد كان منتظرا منذ مقال الأمير المنشور في “الپاييس” الذي حدد فيه دفتر تحملات الكتيبة الإعلامية لـ”عين عودة” أن تتجند “لكم” لتنشر كل مرة الأخبار الزائفة التي تؤكد خلاصة المحلل الإستراتيجي الكبير القابع في أمريكا، في الوقت الذي كان من المفروض، مادام الأمر لا يتعلق برأي أو موقف بل بخبر يحتمل الخطأ أو الصواب، أن يلجأ ناشر الخبر إلى مصالح وزارة العدل للتأكد في دقيقتين من زيف الخبر، لكن صاحبنا يعيش قلمه على أوامر الأمير لكبيره المؤتمن على ربيبته “لكم” بالفرنسية. إن الزيف لا يصمد أمام الحقائق لأن أصحاب الأجندات وفاؤهم الأول و الأخير ليس للمغرب و مصالحه الإستراتيجية، بل كان وسيبقى للحسابات الصغيرة والشاذة للقابع وراء الستار المتمترس حول مشروع لا يتعظ من الإنتكاسات المتوالية التي لازمته منذ أن رأى النور، و هي انتكاسات لن تنتهي لأنه مشروع مبني على قراءة مزورة للتاريخ تهدف إلى سرقة مستقبل المغاربة بالزيف، و هو مشروع يغازل الإرهاب و يغازل كل الدكتاتوريين و لم يكن يوما ذا نفس ديمقراطي و يرتكز في بعض تفاصيله على كتيبة مكونة من بعض المنحدرين من المخازنية الذين لم يتوفقوا في استدراج دواليب المخزن لخدمة مصالحهم الذاتية بعدما جربوا كل وسائل الإبتزاز الممكنة قبل أن يظهر لهم نور القابع وراء الستار.
فمن هنا يمكننا فهم ترويج الموقع المحسوب على مولاي هشام لرواية تَعَرُّض إرهابي مدان قضائيا لمحاولة هتك عرضه أثناء اعتقاله منذ سنتين في أڭوراي و الدفع بأن قضيته مفبركة.
الإرهابي سعيد اليوسفي لم يقل صاحب الموقع أنه حمل معه إلى المحكمة ملفا به وثائق مكتوبة بخط يده حول صناعة القنابل الحارقة و وثائق حول صناعة المتفجرات و أرقام سيارات عناصر الدرك الملكي بأڭوراي و معلومات أخرى جمعها هو و صحبه عن عناصر القوات العمومية في أفق استهدافها .
الموقع لم يقل أن الزجاجات الحارقة التي صنعها سعيد اليوسفي كانت ستصل إلى مقرات البلدية و الفرقة المحلية للدرك لتأتي عليها، لم يقل صاحب الموقع أن سجن تولال و ولاية الأمن بمكناس كانا مبرمجين ليطالهما حبه و يطالهما ورده.
إنها المحاولات اليائسة لتبييض الإرهاب من خلال افتعال تقييم مخدوم لإستراتيجية البلد لمكافحة الإرهاب و ربطها باستراتيجية الدولة الأجنبية. بالأمس كانت “الپاييس” و اليوم “لكم” و غدا لهم، إنها صيحة اليائسين الذين فاتهم الركب، فالمغرب أقوى من أن تهزه كلمات زيف تخرج هنا و هناك، و بكل اللغات المغرب هو الأعز، و بكل اللغات فهو الأبقى، و بكل اللغات سيستميت الرجال من أجله اليوم و غدا، فمن أجله خرج الحنصالي، و من أجله خرج الزرقطوني ، و من أجله خرج الهبة ماء العينين، و من أجله كان عبد الكريم الخطابي، فهم لم يخرجوا لتعزيز طوابير بوحمارة الذي يَتَلَوَّنُ حسب العصور و يأخذ في كل عصر مسمى من المسميات فيغلفه في قالب من قواليب البحث عن المشروعية و يروج للزيف الذي سرعان ما ينهار كما انهار الروغي بوحمارة رغم أن التاريخ يعطي لحركته ،تجاوزا، اسم ثورة. فليس كل بوحمارة ثائرا، و ليس كل من روج للسواد ثائرا، و ليس كل مغضوب عليه وسط عائلته ثائرا، و ليس كل مهووس بالسلطة ثائرا، و ليس كل ناكر لجميل أجداده ثائرا، و ليس كل من يعيش بيننا منا.
إن مغرب الرجال لن يصنعه أبدا مُزَيِّفُون للحقائق أيا كانت ثروتهم، وأيا كانت مراكزهم وأيا كانت ارتباطاتهم وأيا كانت جذورهم، فكل استحقاق يعيشه المغرب يُمَكِّنُه من الفرز، فرز الخبيث من الطيب، فرز الصغير من الكبير، فرز الرجال من أشباههم. وككل مرة وبعد كل فرز ينتصر وحده الأصيل في المغرب الذي نحب.