يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
لا أحد يعرف من أين تأتي التسميات، لكنها تصب في نفس الاتجاه: الإجرام. “ولاد علي”، “السمايرية”…”خيطافي” نسبة إلى السرقة الخطف وليس للفريق الإسباني الذي لعب له اللاعب المغربي عبد العزيز برادة خلال الموسم الماضي، وأخيرا “التشرميل”. ونعرف أن التشرميل في المغرب يعود إلى “الشرمولة”، التي يعتقد-حسب “ويكيبيديا”- أن أول من اكتشف هذا الطبق هو تشارلز موولا، ومع مرور الزمن وقع تحريف اسمه لتصبح هذه الأكلة تحمل اسم ” شرمولة”، حيث كان القدامى يجففون السمك تحت أشعة الشمس ويضيفون فيه ملحا حتى لا يفسد ثم يضيفون فيه شيئا من الزبيب وماء وزيتا وبصلا كثيرا وقرفة ويطبخ لفترة أيام في كل يوم ساعة حتى يحمر ويصبح لونه عسليا غامقا ويتناوله أهالي شمال أفريقيا في يوم عيد الفطر.
ولعل هذا التعريف والفريق الإسباني يظهران لنا أن هذه مجرد تسميات خرجت من فم “مقرقب” أو سكران أو من طرف شخص “شبع حبس” كما يقول المغاربة. المهم في كل هذا هو ما يقع الآن، وأتحدث هنا عن ثورة تكنولوجية كرّستها مواقع التواصل الاجتماعي و”الفايسبوك” على التحديد، فنحن أمام ظاهرة خطيرة وهي التعامل مع التسميات دون الرجوع إلى أصل المشكل، وهو الإجرام، وعلى الخصوص إجرام بنكهة شباب لا يفقهون شيئا في هذه الحياة سوى أنهم يريدون ارتداء أحذية رياضية وساعات و”كاسكيطات” باهظة الثمن لا يقدر على اقتناءها من ظل الشهر بأكمله يكدح ويستيقظ والناس نيام. إننا هنا أمام شباب حالمين بالمفهوم السلبي لكلمة حالم، فهؤلاء الشباب تبنّوا نظرية ميكيافيلي حرفيا”الغاية تبرر الوسيلة”، فيقعون في المحظور، والأدهى من ذلك أنهم يواصلون “تشرميلهم” بعد الخروج من السجن، بل يصيرون أكثر “تشرميلا”.
ظاهرة “التشرميل” التي طفت على السطح مؤخرا واهتم بها الجميع هي ظاهرة قديمة وليست وليدة الأشهر الأخيرة، فهذه الكلمة كانت متداولة قبل أكثر من سنة في وسط “الحبّاسة”، فحين كان أحدهم يقول ” را حنا مشرملين” فهو يعني بذلك أنه عنصر خطير وسبق له أن زار السجن ….
سواء تعلق الأمر ب”خيطافي” أو”التشرميل” أو أي من التسميات التي يتداولها البيضاويون، والتي تجوب أنحاء المغرب، فإن الأمر يتعلق بظاهرة الإجرام في صفوف الشباب، وهي ظاهرة خطيرة وجب التصدي لها بكل صرامة لتفادي صعود جيل لا يعرف في هذه الحياة سوى أن القوة تكمن في “الملّاسة” (سكين كبير الحجم)، وأن الدراجات النارية علامة ترف، وأن أحسن اللباس هو “سيرفيطات” فرق كرة القدم (خصوصا ألبسة فريقي تشيلسي وأس ميلانو وقبلها أرسنال)، دون الحديث عن آخر الصيحات في عالم الهواتف النقالة وضرورة تواجد “الصاطة”، التي يجب أن تكون بدورها “مشرملة”، و”التشرميل فيه وفيه”، كما يقول أحد “المشرملين” الكبار.