يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
لم يعد هناك أدنى شك في أن مخيمات تندوف شهدت ملحمة نضالية كبيرة ضد قيادة البوليساريو بعدما تأكد أن المخيمات كانت مسرحا كبيرا لعبت فيه الأعلام المغربية والشعارات المؤيدة للحكم الذاتي دورا نموذجيا أبان حقيقة مرة لقيادة البوليساريو، كون غالبية الصحراويين ينتظرون الفرصة السانحة للإعلان عن تأييدهم لمبادرة الحكم الذاتي.
لقد شكل رفع الأعلام المغربية داخل مخيمات تندوف صدمة كبرى لقيادة البوليساريو، لعل أكبرها أثرا كان على زعيمها محمد عبد العزيز الذي تأثر أكثر من غيره بالحدث لدرجة تعرضه حسب مصادر مقربة منه لنوبة قلبية ناتجة عن تشجن عصبي حاد بعدما حاول تفجير غضبه في وجه قادة الجيش ومسئولي الأمن خلال إشرافه أول يوم أمس على اجتماع موسع بأمانة فروع جبهة البوليساريو بحضور عدد من المسؤولين في الأمانة الوطنية والإطارات السامية في الجبهة، بسبب ما اعتبره تقصيرا غير مبرر وغير مقبول جعل المخيمات مرتعا للأعلام المغربية والشعارات المؤيدة له، ونعتهم بالعجائز الذين لا حول لهم ولا قوة، قبل أن يجيبه أحد القادة الأمنيين بأن هناك حقيقة يجب تقبلها وهي أن المغرب أصبح له أنصار كثر بالمخيمات، وهو ما لم يستسغه زعيم البوليساريو ليطلق العنان للقذف والشتم مما سبب له أزمة قلبية استدعت توقيف الاجتماع وتعليق الرد إلى حين تحسن صحة الزعيم، إلا أن بعض القادة حاولوا التخفيف عن رئيس البوليساريو من خلال دعوتهم إلى القيام بمسيرة بالسيارات داخل المخيمات سخروا لها كل الإمكانيات الممكنة من إعطاء الوقود لأصحاب السيارات وتوزيع أعلام البوليساريو وصور محمد عبد العزيز إرضاء له وإظهارا لشعبيته، وقد جاءت المسيرة للرد على ما أسمته البوليساريو الاختراق المغربي لمخيمات تندوف، إلا أنها كانت مسيرة فاشلة ومخيبة لآمال أتباع البوليساريو ولم تعد أن تكون دعاية لزعيم البوليساريو في الوقت الذي كان متوقعا أن تكون مسيرة للدفاع عن طرح الانفصال، إلا أن النتائج جاءت عكسية لم تخدم في النهاية سوى المؤيدين للحكم الذاتي بالمخيمات.
أمام هذا المعطى الجديد، وبعد اعتراف البوليساريو بالتواجد المهم لأنصار المغرب بالمخيمات، وبتزايد مؤيدي الحكم الذاتي بين الصحراويين، لم يعد من الممكن الاستمرار في إخفاء الحقيقة الساطعة، والتي لا مناص منها، كون البوليساريو أصبحت تقدم منتوجا وطرحا سياسيا متجاوزا لا يساير رغبة الصحراويين ولا تطلعاتهم لمستقبل أفضل، بالقدر الذي يمكن أن تقدمه المبادرة الملكية القاضية بمنح حكم ذاتي للصحراويين.
وإننا كمنتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بفورساتين، نثمن عاليا المجهودات الجبارة التي يبذلها مؤيدوا الحكم الذاتي بمخيمات تندوف في ظل القمع والتسلط والمنع من التعبير عن الآراء بحرية، وندعوا كافة الصحراويين إلى الانخراط في تأييد الحكم الذاتي داخل المخيمات، معلنين لكل الأصوات الحرة أننا على العهد في دعمهم ومناصرتهم إلى حين تحقيق حلم الصحراويين في الرجوع إلى وطنهم الأم تحت سقف الحكم الذاتي الذي يضمن كرامتهم.