يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
تضج هذه الحانة الواقعة جنوب لندن باصوات الات الموسيقى الصاخبة التي يرقص على انغامها زوار تعج بهم الصالة لكن الميزة الاساسية لهذا المكان ان رواده يلعبون بالكرات وكثير منهم لا يزالون بالحفاضات.
فقد ابتكر رواد حانات ليلية سابقون باتوا يربون اليوم اطفالهم، مفهوما جديدا اطلقوا عليه اسم “حفلة راقصة عائلية” ويقوم على تمضية الاشخاص فترة بعد الظهر في الحانة مع اطفالهم على انغام الموسيقى الالكترونية.
وهذا المكان المتداعي بعض الشيء والذي عادة ما يستضيف سهرات تمتد حتى ساعات الصباح الاولى، يتحول هذا السبت الى مساحة للعب مخصصة للاطفال بين الساعة 14,00 و16,30.
ويقول بول كراولي البالغ 34 عاما متمايلا بهدوء على حلبة الرقص وحاملا ابنته “انها فكرة رائعة. لدينا البيرة واجواء الاحتفال والاطفال. ماذا عسانا نطلب اكثر من ذلك؟”.
ويشرح ان السلبية الوحيدة هي في ان “رفاقا اقترحوا علي الخروج للسهر مساء امس لكنني اضطررت للرفض كي احافظ على وعيي خلال حفلة اليوم”.
وتقوم امهات جالسات على ارائك جلدية مجاورة بارضاع اطفالهن. كذلك يتم الهاء بعض الاطفال بالتلوين والرسم على احدى الطاولات، في وقت تعرض صور على جدار فوق رؤوسهم.
وفي غرفة مجاورة، يلعب منسقو اسطوانات قطعا من موسيقى الـ”هاوس” والـ”فانك” والـ”درام ان باس” بصوت مرتفع، على الرغم من تأكيد المنظمين ان مستوى الصوت يتناسب مع جمهور المستمعين الصغار.
نجم حلبة الرقص بلا منازع هو كايلان البالغ خمس سنوات والذي يرقص ببراعة منتعلا حذاء ابيض ناصعا.
“التزم بالايقاع”، يقولها له والده مايكل ايدي المذيع على اذاعة “رينس اف ام” الموسيقية في لندن، في وقت تراقب فتاة صغيرة ترتدي ثوب اميرة العرض باهتمام.
وقبالة ابنه الذي يتابع دروسا في الرقص منذ سن الثالثة، يبقى الوالد جالسا من دون حراك. ويؤكد الوالد مبتسما “لن تروني ارقص. هو افضل مني بكثير”.
وخلافا لمراكز الترفيه التقليدية للاطفال، تفوح في هذه الحانة رائحة البيرة، ما يثير استياء جودي بولو وهي ام تبلغ 43 عاما وتقيم في منطقة بورنلي شمال انكلترا.
وتنهر هذه المرأة ابنتها جازمن البالغة ست سنوات “انه وسخ حقا”، بعدما قامت الطفلة باللعب على الارض ما تسبب باتساخ يديها.
لكن المكان ايضا يعيد الى الاذهان ذكريات طيبة. وتقول بولو “اعتدت على المجيء الى هنا قبل سنوات عندما كنت مقيمة في لندن وكنا نخرج للسهر”.
والى جانبها، تسترسل صديقتها ريبيكا سميث البالغة 40 عاما بشعرها القصير في رقصة “تشيكن دانس” (رقصة الدجاج) مع ابنتها التي تذهب الى الداخل لرسم اوشام مزيفة على جسمها تاركة امها ترقص وحيدة على الحلبة.
وتوضح هانا ساوندرز الموظفة السابقة البالغة 45 عاما والتي اسست شركتها لتنسيق الحفلات “لم نتخل عما يروق لنا”.
وهذه المرأة التي كانت تواظب على المشاركة في الحفلات الليلية وامضت اجازاتها في مدينة ايبيزا المعروفة بحياتها الليلية الصاخبة، هي اليوم ام لطفلين دون سن الرابعة.
وعلى الرغم من العروض والحفلات الفنية الكثيرة الموجهة للاطفال في لندن، لكن الموسيقى التي تقدمها تجارية جدا ولا تروق كثيرا لساوندرز. من هنا جاءت فكرة تنظيم حفلات صاخبة للعائلات في فترات بعد الظهر.
وتقول ساوندرز “طفلاي يحبان الاستماع الى المقاطع المفضلة لدي من موسيقى +درام ان باس+، كنت اعرف ان هذا الامر سيلاقي رواجا”.