الأميرة للا مريم تترأس حفلا بمناسبة الذكرى الـ25 لبرلمان الطفل
كوماندو القوات الخاصة الأمريكية مدعوما بمعلومات ودعم لوجستيكي على الأرض لوكالة المخابرات الأمريكية، تمكن من إلقاء القبض على أحمد أبو ختالة المشتبه في ضلوعه في عملية الإعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي الذي لقى فيه السفير الأمريكي مصرعه.
عملية نوعية نفذتها الوحدات الخاصة الأمريكية فوق التراب الليبي، الدولة التي تركها العقيد دولة مستقلة و ترك لها علما و كتابا أخضر و مؤتمرات شعبية و ترسانة من الأسلحة الفتاكة و غير الفتاكة.
الرئيس الأمريكي بدا مزهوا بالإنتصار الذي حققته القوات الخاصة الأمريكية و هي تحقق حلمه و حلم إدارته بالقصاص من قتلة الديبلوماسي الأمريكي.
أمريكا مرحة لهذا الإنتصار و الصحافة الأمريكية ذهبت بعيدا في اعتبار الإعتقال كنصر للرئيس الأمريكي من شأنه أن يرفع من شعبيته لدى الرأي العام الأمريكي.
أمريكا بالمناسبة ليست في حالة حرب مع ليبيا و مع ذلك تم اعتقال أحمد المشتبه به فوق الأراضي الليبية و السفارة الأمريكية لم تكلف نفسها الإتصال بمن تبقى من السلطة الليبية لإخباره بالعملية على الأقل بعد نجاحها.
الحكومة الليبية بشقيها المقيم في بنغازي و الآخر المقيم في فنادق طرابلس أخدوا علما بالخبر كباقي الناس عن طريق قنوات الإعلام، و لم يكن أمامهم إلا إدانة الإعتداء على السيادة الليبية و مطالبة السلطات الأمريكية بحق السلطة الليبية في محاكمة أحمد أبو ختالة على أراضيها.
أحمد أبو ختالة من المنتظر أن تتم محاكمته أمام القضاء الأمريكي كما حدث مع أبو أنس الليبي الذي لا يعرف عنه لا الرأي العام الأمريكي و لا الليبي و لا غيرهم مكان “حراسته النظرية”، و لم يصدر أي بيان من منظمة العفو الدولية و لا هيومان رايس وتش أو بلاغ يتحدث عن مكان احتجازه و زيارة محاميه له و زيارة عائلته له و حالته الصحية و النفسية و البدنية كما تنص على ذلك أدبيات المنظمات الحقوقية العالمية.
لا أحد تكلم، لا أحد تحرك، لا قناة الجزيرة و لا غيرها من القنوات، الجميع خرس و لزم الصمت، و غدا سوف يصدر تقرير الخارجية الأمريكية يتحدث عن حقوق المعتقلين في كل بقاع العالم إلا فوق الأراضي الأمريكية لأن لا أحد ينقط أمريكا في سجل حقوق الإنسان.
الصحافة الأمريكية و خصوصا الصحفية المغربية عايدة العلمي صديقة صديق م هشام التي من المفترض كمراسلة لصحيفة نيويورك تايمز أن تكتب عن إنتهاك أرض دولة ذات سيادة و لو على الورق و إعتقال أحد مواطنيها و نقله إلى حيث ينتظر محاكمة عادلة و لو بعد 10 سنوات من الحراسة النظرية، الصحفية لم تكتب، و أنا أقول لكم أنها لن تكتب، و الفدرالية الدولية المكلفة بالدفاع عن الإنسان كيفما كان لونه و جنسه و جنسيته لن تتكلم و لن تصدر بيانا.
و خديجة الرياضي لن تتكلم و لن تصرح لأن الجميع في أمريكا يدين الإرهاب و لا يتحدث عن تفاصيل العمليات الخاصة التي تنفذها أمريكا من أجل حماية أمنها القومي، الناس تحب بلدانها و تنتصر لهم و تدافع عنهم، أوباما شعبيته تعززت بشهادة نيويورك تايمز، و الديمقراطيون فرحون بهذا النصر لأنه سوف يعزز حظوظ هيلاري كلينتون من أجل قيادة أمريكا.
الناس تحب بلدانها و تدافع عن مصالحها و وحدهم هؤلاء الذين ابتلينا بهم في هذا البلد لا يقدرون عاليا تضحيات الرجال من أجلهم و من أجل البلد، و كل مرة يخرجون إلى الرأي العام بمواقف تكره البلد و مصالح البلد و تستخف بمستقبل البلد كما يحدث كل مرة في الأقاليم الجنوبية، و ليتهم يكشرون عن كرههم بناءا على وقائع صحيحة، بل في الغالب الأعم على أساس وقائع مختلقة كما حدث مع أسامة حسن و عبد العالي جوات و وفاء شراف، وقائع تختلق إختلافا بمناسبة كل زيارة يقوم بها وفد حقوقي أجنبي.
خديجة الرياضي التي تؤمن بحقوق الإنسان بمفهومها الكوني لن تحرك ساكنا من أجل سيادة ليبيا، فهي مسألة ثانوية بالنسبة لها، و أحمد الهايج لم يصله الخبر بعد ربما، و حتى إن وصله فإنه لن يتحرك و صاحبهم شيخ “التجعويق” الحقوقي عبد الحميد أمين لن ينظم وقفة أمام السفارة الأمريكية ليس لأنه يحب أمريكا بل لأنه لا يحب إلا المغرب، أما أمريكا فله فيها أعز ما يملك.
أنا أحب أمريكا و أحب الرئيس الأمريكي و أقدر عاليا القوات الخاصة الأمريكية التي تمكنت من القصاص لمواطنها الذي طاله الإرهاب الأعمى، لكن أحب أكثر الشعب الأمريكي الذي تفاعل مع نجاح قوات بلاده في اعتقال أبو أنس الليبي و أبو ختالة الليبي، أحب الصحافة الأمريكية التي تجاهلت أن ليبيا دولة مستقلة و لو على الورق و دافعت عن قرار رئيسها بإرسال القوات الأمريكية إلى دولة خارجية من أجل تنفيذ مهمة قومية، فمن حق أمريكا أن تدافع عن أمنها القومي و عن مصالحها، و من حق الشعب الأمريكي أن يحتفي بأبطاله الذين نفذوا العملية الخاصة، و أقدر عاليا أنهم يؤمنون بأوطانهم، فعندما يلعلع الرصاص دفاعا عن مصالح بلدهم يصفقون جميعا لإنتصاراتهم و لمصالحهم حتى لو غابت الحقوق بالمفهوم المتعارف عليه عالميا، و لهذا لن نسمع بيانات أمنستي و لن نسمع صوت هيومان وتس و لا غيرها من المنظمات التي تنقط الدول حول حقوق الإنسان، فحقوق الإنسان عندهم آلية من آليات بسط النفوذ و ضمان المصالح تخضع للمصالح العليا للدول التي تمول أنشطتها، أما عندنا فوحدة المغرب و استقراره هي آخر هم لدى حقوقيينا إذا لم يكن العكس كما يحصل مع جمعية النهج لحقوق الإنسان التي تتحرك قبل أن يتحرك البوليساريو، و تاريخها الفعلي يبين أنها ضد المغرب طولا و عرضا و ضد شعار المغرب طولا و عرضا، فهي ضد الله و ضد الوطن و ضد الملك.
ضد الله و هو أمر لا يحتاج إلى تفصيل حتى لا يقال عنا أننا ضد الحريات الشخصية و ضد حرية العقيدة، و ضد الوطن من خلال عدائها للوحدة الترابية للبلاد، و ضد الملك من خلال عدائها للملكية و تبنيها للنظام الغير ملكي.
فهل ينتظر أحدنا يوما أن يدافع النهج بذراعيه السياسي و الحقوقي عن المغرب و عن مصالح المغرب و مستقبل المغرب؟
فهنيئا لأمريكا بحكومتها و شعبها و جيشها و قواتها الخاصة و مخابراتها و صحفييها و إعلامها و جمعياتها الحقوقية، فهي على الأقل تحب أمريكا و تدافع عن مصالح أمريكا، و هنيئا لهم بخرس الحقوقيين و الحقوقيات و الأمم المتحدة و لجانها المتخصصة الرابعة و العاشرة و الحادية عشرة و مجلس الأمن و القبعات الزرق و الحمر و الخضر، و بان كي مون و كل سفراء السلام و المبعوتين الأمميين.
و لنعد الأيام حتى نعرف اليوم الذي سوف يحال فيه أبو ختالة الليبي و سابقه أبو أنس الليبي على المحكمة ، و سنعرف هل سترسل أمنستي و الفدرالية الدولية و هيومان رايس وتش مراقبين أو محامين لمتابعة محاكمة إرهابيين لهم الحق في المحاكمة العادلة.