ذكرى ميلاد الأميرة للاحسناء: مناسبة لإبراز انخراط سموها الموصول في قضايا المحافظة على البيئة
ولكن البرازيل ارتقت الى قمة الجدول في نسخة اقيمت على ارض دولة مجنونة بالساحرة المستديرة، والأهداف الغزيرة واللحظات العاطفية.
عدت ديلما روسيف، رئيسة البرازيل، بإقامة “كأس الكؤوس”. عندما انطلقت النهائيات في 12 يونيو، كانت الشكوك لا تزال قائمة مع الخوف من الاحتجاجات والتظاهرات الاجتماعية، والقلق من التأخير في إنجاز الملاعب المقررة لاستضافة العرس العالمي. ولكن الحقيقة انه لم تكن هناك اي عقبة رئيسية في سير البطولة وكانت البرازيل حقا مكانا جيدا للحفل الكروي العالمي. كيف تصنف النسخة البرازيلية في تاريخ نهائيات كؤوس العالم؟ من الصعب مقارننتها مع النسخات الأولى لسنوات 1930 و1950.
ولكن مقارنة مع نسخ العصر الحديث، فإن البرازيل ارتقت الى القمة بالنظر الى الكثير من المعايير المرجعية من خلال اللمسات الفنية للاعبين والاثارة التي شهدتها المباريات والاجواء الحماسية للاعبين والجماهير.
الحكم على نجاح الحدث يتم من خلال ترك موهبة بصمتها في الحدث
يتم الحكم على نجاح عرس عالمي من خلال موهبة تترك بصمتها واسمها مرتبطا بالحدث. ترك الفرنسي جوست فونتين بصمته على مونديال 1958 بتسجيله 13 هدفا ظلت حتى الان رقما قياسيا في نسخة واحدة. وفي عام 2014، فرض الالماني ميروسلاف كلوزه نفسه أفضل هداف في تاريخ النهائيات عندما رفع رصيده الى 16 هدفا (في 4 نسخ من النهائيات منذ 2002 بالتحديد) محطما الرقم القياسي للظاهرة البرازيلية “الفينومينو” رونالدو (15).
العرس البرازيلي مونديال الصدمات والدموع
وماذا عن نسخة 2014؟ هناك الكولومبي خاميس رودريغيز الذي تألق بشكل لافت حتى الدور ربع النهائي عندما ودع منتخب بلاده المسابقة على يد البرازيل (1-2). سجل رودريغيز 6 أهداف في المسابقة وتوج هدافا لها بينها هدف من أجمل الأهداف في النسخة الحالية وكان في مرمى الاوروغواي في الدور ثمن النهائي عندما استقبل كرة عند حافة المنطقة بصدره وسددها على الطائر قوية ورائعة داخل مرمى الحارس فرناندو موسيليرا. كما شهد المونديال إبداع العبقري الارجنتيني ليونيل ميسي بأهدافه الرائعة وتمريراته الحاسمة فاحرز جائزة افضل لاعب برغم انتقادات كبيرة على منحه هذا اللقب، والمخضرم كلوزه برقمه القياسي التاريخي، والالماني توني كروس بثنائيته في مرمى البرازيل خلال الفوز التاريخي والمذل على البرازيل في الدور نصف النهائي (7-1).
كان العرس البرازيلي مونديال الصدمات والدموع. أول الصدمات كان السقوط المذل للمنتخب الاسباني صاحب الثلاثية التاريخية — كأس اوروبا 2008، كأس العالم 2010، وكأس اوروبا 2012 — عندما مني بهزيمة مذلة امام هولندا 1-5 في الجولة الاولى قبل ان يخرج خالي الوفاض ويفقد اللقب الذي كان توج به للمرة الاولى في تاريخه قبل 4 اعوام. لم تكن حال البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو صاحب الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم، أفضل وتعرضت لهزيمة نكراء امام المانيا صفر-4 في الجولة الاولى ايضا.
البكاء كان حاضرا بين البرازيليين
خلفت قمة الدور ثمن النهائي بين البرازيل وتشيلي صورا لا تنسى خاصة حارس مرمى المنتخب البرازيلي جوليو سيزار الذي أجهش بالبطاء قبل حصة ركلات الجزاء الترجيحية التي كان بطلها بتصديه لركلتي ماوريسيو بينيا واليكسيس سانشيز. هناك البكاء حاضرا بالنسبة الى البرازيليين في الدور نصف النهائي عقب الخسارة المذلة امام المانيا (1-7) خاصة عندما طلب المدافع دافيد لويز، الذي حمل شارة القائد في غياب تياغو سيلفا الموقوف، العفو والمغفرة من الجماهير بعد السقوط المذل الذي شكل صدمة كبيرة في العالم بأسره. ستبقى هذه المباراة خالدة في الاذهان وتاريخ النهائيات على غرار مباراة فرنسا وألمانيا في مونديال 1982.
انهمرت الدموع ايضا من عيني النجم البرازيلي نيمار عندما ترك الملعب على حمالة في الدقائق الاخيرة من مباراة لكولومبيا اثر تعرضه لكسر في احدى فقرات الظهر. كان يعرف جيدا بان المونديال انتهى بالنسبة اليه. دائما ما تشهد النهائيات التدخلات الخطيرة والتي يبقى ابرزها تدخل حارس مرمى المانيا هارالد شوماخر بحق الفرنسي باتيستون عام 1982، وهذا العام، تميزت النسخة البرازيلية ب”العضة” التي لدغ بها في الكتف المدافع الايطالي جورجيو كييليني من طرف “دراكولا” (لويس) سواريز الذي تسبب في فضيحة النهائيات وتعرض خلالها لاقسى عقوبة في التاريخ تمثلت بوقفه 9 مباريات دولية رسمية وحرمانه من ممارسة اي نشاط رياضي لمدة 4 أشهر.
مونديال الولايات المتحدة ومونديال ألمانيا كانا من أكبر الاحتفالات الكروية شعبية
كان مونديالا 1994 في الولايات المتحدة و2006 في ألمانيا بين أكبر الاحتفالات الكروية الشعبية من خلال الاجواء الحماسية الرائعة في الملاعب.
لم تشد البرازيل عن القاعدة. وكان بلد ال200 مليون نسمة في الموعد عبر العدد الهائل من مشجعيه في مختلف الملاعب سواء داخلها او خارجها حيث ارتدى الجميع صغارا وكبارا، اطفالا وشبابا، رجالا ونساء ألوان فريقه المفضل وتجاوبوا وتبادلوا اطراف الحديث والتشجيع مع الجماهير الاجنبية التي جاءت لمساندة منتخباتها الوطنية.