الأميرة للا مريم تترأس حفلا بمناسبة الذكرى الـ25 لبرلمان الطفل
عندما يصبح احتقار الأخلاق والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان لدى جلادي "البوليساريو" سلوكا روتينيا يعيد للواجهة سلوكات عفا عنها الدهر، و احتجاز الساكنة ورقة ابتزاز، فلن تشكل عملية احتجاز جديدة البتة خروجا عن القاعدة.
ولحسن الحظ، تغيرت الأزمنة ورفع الحجاب وغالبا ما ينقلب السحر على الساحر، بدليل حالة الشابة الصحراوية محجوبة المحتجزة في مخيمات تندوف من قبل ميليشيات "البوليساريو".
فأثناء زيارة قامت بها هذه الشابة الحاملة للجنسية الإسبانية منذ 2012، الصيف الماضي لتندوف لزيارة والديها الأصليين، وجدت محجوبة نفسها مجردة من جواز سفرها وأموالها لمنعها من العودة إلى أوروبا كما كانت تتوقع في 18 غشت الماضي.
وأضحت محجوبة، المحتجزة قسريا في غرفة والمراقبة طوال اليوم تحت تهديد الموت، رمزا لآلاف النساء والبشر المحتجزين في مخيمات العار.
وبالموازاة مع الخرس الذي أصاب بعض الأصوات التي ما فتئت ترتفع في كل مكان زاعمة أنها تدافع عن حقوق الإنسان والتي حولت مفهوم النضال إلى أصل تجاري، يتزايد حجم التعبئة على شبكة الأنترنت.
هكذا أطلق أصدقاء وأسرة الشابة محجوبة عريضة على الأنترنت تحت عنوان "الحرية لمحجوبة" جمعت في وقت قصير ما لا يقل عن 4000 توقيع حيث سيتم تقديمها لوزارة الشؤون الخارجية الإسبانية لإخراج محجوبة من هذا الجحيم.
ويحمل المنبر الإلكتروني المخصص للشابة الصحراوية، التي تعمل منذ عدة أشهر لحساب مؤسسة "ماري كوري كير" بلندن والتي كانت تعتزم متابعة دراستها العليا في العاصمة البريطانية، شهادات مؤثرة لأصدقائها وأقربائها، ورسائل تضامن مع أسرتها بالتبني، وصورا مؤثرة، ودعوات تخاطب الضمير الدولي.
وجاءت التعليقات على شكل صرخات غضب حقيقية ضد ميليشيات "البوليساريو" التي تتفنن في لعب دور الضحية، في حين اختار البعض تقديم صك اتهام مباشر للنظام الجزائري الذي يلتزم الصمت المطبق، علما أنه يحتضن ويحمي "البوليساريو".
وتقول إحدى المبحرات على الشبكة، منددة بهذه الممارسات التي عفا عنها الزمن، "محجوبة لن تكون الضحية الأولى ولا الأخيرة لجبهة البوليساريو الإجرامية".
وبالنسبة لموقع آخر على عريضة "الحرية لمحجوبة"، فإن هذا الاحتجاز انتهاك تجاوز كل الحدود وعلى المجتمع الدولي أن يضع حدا لجحيم المحتجزين.
ويطرح آخرون، بشكل مشروع، تساؤلات حول غياب ردود أفعال من قبل "المدافعين المزعومين عن حقوق الساكنة الصحراوية".
"أين أنت يا أميناتو حيدر، يا من أعلنت نفسك مولوعة بحقوق الإنسان وبالنضال من أجل حقوق الإنسان؟"، يتساءل أحدهم، موقنا بأن دعواته ستظل على ما يبدو دون صدى.
وببراغماتية أكبر، يدعو آخرون "لتعليق وإعادة النظر في جميع أشكال المساعدات الموجهة للبوليساريو، والتي تستفيد منها في الواقع حفنة ( من الأشخاص)فقط".
ويعتبر رائد أنترنت آخر أنه "ينبغي الاقتداء بخطوة جهة بلنسية التي قررت تعليق جميع الاتفاقيات والمساعدات الموجهة للبوليساريو، إلى حين إطلاق سراح محجوبة"، مضيفا أنه يجب اتخاذ جميع الخطوات القضائية الممكنة ضد المسؤولين عن هذا الاحتجاز.
وفي انتظار ذلك، لا تفتأ التعبئة في الشبكات الاجتماعية تتنامى وموقعو عريضة "الحرية لمحجوبة" يتزايدون يوميا. وميدانيا، ينظم المجتمع المدني نفسه لممارسة المزيد من الضغط على المسؤولين السياسيين، ومن أجل تحسيس أفضل للرأي العام حول مصير محجوبة وآلاف النساء الأخريات المحتجزات في مخيمات تندوف، إلى جانب توجيه نداءات للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في هذا الشأن.