سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
47 سلاحا ناريا من ثلاثة مصادر والاف الذخائر وأجهزة تحول البنادق الى سلاح يطلق النار وكأنه رشاش، تلك هي الترسانة التي جمعها ستيفن بادوك، منفذ مجزرة لاس فيغاس التي أوقعت 59 قتيلا وأكثر من 500 جريح. أما لمعرفة كيف تمكن من ذلك، فالجواب ببساطة ان مثل هذا الامر سهل وقانوني تماما في الولايات المتحدة وخصوصا في ولاية نيفادا.
مع ان البلاد معروفة بقوانينها المتساهلة حول الاسلحة هناك بعض القيود على بيع عدة قطع سلاح للشخص نفسه. لكن اذا اراد شخص ما جمع ترسانة من البنادق على غرار بادوك، فذلك ممكن ولا يلفت الانتباه.
يتم شراء غالبية الاسلحة لدى باعة يحملون رخصا فدرالية وعليهم التحقق من خلفية الزبائن ويقوم مكتب التحقيقات الفدرالي “اف بي آي” بمقارنة اسمائهم مع ثلاث قواعد بيانات تضم اسماء المجرمين المعروفين.
الا ان هذه اللوائح ليست متكاملة إذ تستند إلى تقارير ناقصة أحيانا من الولايات. وهذا ما يفسر كيف تمكن ديلان روف الذي قتل تسعة اشخاص من السود داخل كنيسة في تشارلستون (كارولاينا الجنوبية) في 17 حزيران/يونيو 2015 من شراء سلاح بعد التحقق من خلفيته، رغم انه ادين بجريمة متعلقة بالمخدرات.
لكن اذا كان سجل شخص ما نظيفا مثل بادوك، المتقاعد الستيني، فبامكانه شراء العدد الذي يريده من الاسلحة.
الا ان لورا كوتيليتا المسؤولة القانونية في مركز مكافحة اعمال العنف بالاسلحة النارية تلفت الى وجود بعض الضوابط. اذ يتعين على باعة السلاح المرخص لهم والذين يتولون نحو 60% من مجمل عمليات بيع الاسلحة النارية ابلاغ هيئة الكحول والتبغ والاسلحة النارية عند بيع قطعتين او اكثر للشخص نفسه في غضون خمسة ايام عمل.
لكن وحتى في هذه الحالة “ليس هناك ما يوجب القضاء بالتحقيق”.
تحظر ثلاث ولايات هي كاليفورنيا ونيويورك ونيوجيرسي بيع اكثر من سلاح ناري للشخص نفسه لفترة بين 30 و90 يوما مع فروقات طفيفة بين هذه الولايات.
في المقابل، المجال مفتوح في سائر الولايات المتحدة حيث لا يتعين على باعة الاسلحة المستعملة التحقق من خلفية المشترين بالاضافة الى عدم وجود قيود كثيرة على شراء البنادق.
في نيفادا، حيث قوانين الاسلحة النارية متساهلة، لم يجد بادوك صعوبة في جمع هذا الكم من الاسلحة بدون ان يلفت انتباه احد.
وتابعت كوتيليتا “لا مجال أن يعرف الاف بي آي او هيئة الكحول والتبغ والاسلحة النارية بالأمر إطلاقا”.
لكن الملفت في مجزرة الاحد هو غزارة الرصاص عندما بدأ بادوك بإطلاق النار من غرفته في الطابق الـ32 من فندق ماندالاي باي على حشد من 22 الف شخص كانوا يحضرون حفلا موسيقيا في الهواء الطلق.
واوردت بعض التقارير ان بادوك قام بتعديل بعض الاسلحة حتى تصبح اوتوماتيكية وبالتالي تطلق مئات الطلقات في الدقيقة الواحدة وبضغط واحد على الزناد.
والاسلحة الاوتوماتيكية محظورة في الولايات المتحدة منذ ثلاثة عقود.
الا ان تحويل سلاح شبه اوتوماتيكي وايضا بنادق “ايه آر 15″ و”ايه كي 47” الهجومية والمتوفرة بشكل كبير في متاجر بيع الاسلحة في الولايات المتحدة، الى سلاح اوتوماتيكي أمر سهل.
فمن الممكن شراء جهاز سعره 40 دولارا يتم تثبيته على الزناد فيجعل السلاح يطلق النار ثلاث او اربع مرات كلما يتم الضغط عليه وهو اسرع من الضغط كل مرة على الزناد.
ولقاء 99 دولارا يمكن شراء جهاز آخر يجعل السلاح يطلق النار بشكل متواصل حتى نفاد المخزن اي بمعدل 600 طلقة في الدقيقة أو اكثر.
هذه الاجهزة قانونية وتأتي بشهادة من هيئة الكحول والتبغ والاسلحة النارية بانها لا تشكل تحويلا غير قانوني للاسلحة. واكد قائد شرطة لاس فيغاس جوزف لومباردو الثلاثاء ان بادوك كان لديه واحد على الاقل من هذه الاسلحة.
واظهرت صور تم تسريبها من غرفة الفندق ان بادوك كان لديه ايضا مخزون كبير من الذخائر. ولا يخضع هذا الجانب ايضا من تجارة الاسلحة لمراقبة شديدة اذ تكتفي السلطات ببعض القيود على بيع انواع معينة من الذخائر مثل الرصاص المضاد للدروع، وعليه يمكن لأي كان شراء كميات كبيرة من الرصاص دون ان يثير الشبهات.