سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
احتضن القصر البلدي لمدينة مكناس، مساء الثلاثاء 24 أكتوبر الجاري، ندوة صحفية تناولت موضوع “مكناس الزيتونة: التاريخ، الاقتصاد والتغذية”، بمشاركة أستاذة وباحثين في مجالات التاريخ، الهندسة والاقتصاد.
واعتبر “عبد الإله الغزاوي” الباحث الأكاديمي في حضارة المغرب وثقافته، في مداخلته التي تمحورت حول “الحضور المتوهج لمكناس”، أن شجرة الزيتون تبلور رصيدا تاريخيا متوهجا للمدينة، فهي شجرة مقدسة ولها مزايا أنتروبولوجية، وهي الشجرة المحترمة في بلاد كنعان كما كانت توضع الأكاليل من أغصان الزيتون على رؤوس الموميات في عهد الفراعنة.
وأردف “الغزاوي” في مداخلته، أن شجرة الزيتون سايرت مختلف مراحل التطور داخل المدينة، كما انتشرت عبر تراب مكناس وفي الضاحية الكبرى كزرهون، وورغة وويسلان وحمرية وتولال، مضيفا أن مكناس معروفة بتنوع زيتونها بين البري والبوري، وبين السقوي والبستاني، مشيرا أيضا إلى أن المدينة تتوفر على 76 معصرة، 60 بالمدينة والباقي ببادية وليلي، دون أن يغفل الدور الحيوي لهذا القطاع الذي يساهم بشكل كبير وملموس في تشغيل اليد العاملة.
من جانبه، تساءل الدكتور “محمد البركة” (أستاذ التاريخ والحضارة بكلية متعددة التخصصات تازة)، موضوع “مكناسة الزيتون: التاريخ والحضارة”، عن سر عدم ذكر اسم المدينة قبل القرن الرابع، قبل أن يتناول مراحل تسمية “مكناس” في كتب التاريخ ومذكرات أمراء توافدوا على المدينة، مضيفا أن كل المعطيات تؤشر على أن اسم مكناس اقترن باسم الزيتون.
ورأى الدكتور “البركة” مؤسس مركز رقي للدراسات والأبحاث، أن أهم ما يميز مكناس هو اتخاذ الاسم صفة للمدينة، حيث لا ترتبط التسمية بأي أساطير، على خلاف مدن أخرى كفاس ومراكش، حيث ارتبط اسم “مكناس” بالمدينة منذ القرن الرابع أي منذ بداية فترة حكم المرابطين.
أما الدكتور “عبد المجيد السعيدي” (أستاذ الاقتصاد والتنمية بكلية الاقتصاد مكناس)، فقد أشار إلى أن 60 بالمائة من الإنتاج الوطني لزيت الزيتون يعود لمدينة مكناس، مشيرا إلى أن هناك تهميش كبير لهذا القطاع وتراجع ملموس على مستوى الاهتمام السياسي والاقتصادي، حيث رغم التطور العلمي فلا زالت نسبة كبيرة من الزيوت تعصر بطرق تقليدية وتباع بطرق لا تحترم السلامة الصحية، مستدلا بمثال الولايات المتحدة الأمريكية التي رفضت مؤخرا استيراد زيت الزيتون المغربي بسبب ارتفاع نسبة الحموضة به.
ورأى “السعيدي” وهو أيضا عضو مركز رقي للدراسات والأبحاث، أن قطاع إنتاج زيت الزيتون كان يفترض أن يكون قاطرة اقتصادية وتنموية، معتبرا أن المسؤولين بالمدينة لم يقوموا بتطوير القطاع.
وفي محور “شجرة الزيتون والتوازن البيئي”، تناولت مداخلة المهندس “ماء العينين الغفيري”، أهمية مكونات التربة في إنتاج الزيتون، مستندا على التقسيم الأمريكي والفرنسي في عملية تصنيف الأراضي، حيث تعتبر أراضي مكناس من الدرجة الأولى، إضافة إلى دور عامل الماء وغياب الحشرات المدمرة، مشيرا إلى أن المغرب يتخذ تدابير خاصة في التعامل مع الشتلات المستوردة، كما أن مكناس باتت تنتج الشتلات وتصدرها لمناطق أخرى.