سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
بصمت المخرجة المغربية نرجس النجار، مساء السبت 17 فبراير، على مشاركة متميزة في الدورة الـ 68 لمهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله)، بعرض فيلمها “اباتريد” (بدون موطن) الذي يلقي الضوء على مأساة المغاربة المطرودين من الجزائر عام 1975.
وشهد الشريط الذي يعرض لاول مرة، في إطار مشاركته في فئة “الفوروم”، حضورا كبير ا للجمهور الذي غصت به قاعة العرض والذي بدا جليا تفاعله مع قصة الشريط من خلال تصفيقه طويلا لفريق الفيلم بعد انتهائه ومشاركته في النقاش الذي تلاه.
ويتناول الشريط قضية 350 ألف مغربي تم طردهم من الجزائر سنة 1975، مما تسبب في مأساة تهجير وتفريق شمل العديد من العائلات التي لا تزال الى اليوم تطالب بحقوقها وانصافها.
ويلقي الشريط الضوء على هذه القضية من خلال تتبع قصة فتاة تم طردها وعمرها لا يتجاوز 12 عشرة مع والدها من الجزائر الى المغرب، فيما أرغمت أمها على البقاء في الجزائر، لتعيش مأساة انسانية كبيرة بسبب فراقها عن أمها.
واختارت المخرجة تركيز الكاميرا على بطلة الفيلم التي ستزداد حدة معاناتها بعد وفاة والدها إذ ستجد نفسها من دون أوراق هوية. معاناة ظلت جاثمة على صدرها طوال حياتها، تخللتها قصة حب قلبت قواعد اللعبة واحدثت فوضى في حياتها، لكنها ظلت مهووسة بالعودة إلى الجزائر من أجل البحث عن أمها.
ويقوم ببطولة الفيلم الذي أنتجته شركة “لابرود” التي تديرها المنتجة لمياء الشرايبي، محمد نظيف، عزيز الفاضلي،نادية النيازي، وأفيشاي بنعزرا الى جانب مشاركة الممثلة الفرنسية جولي غاييه.
وأعربت نرجس النجار التي أخرجت العديد من الأعمال من بينها “عاشقة الريف”و “العيون الجافة” و”انهض يا مغرب”، عن سعادتها وتأثرها بالجمهور الغفير الذي حضر لمشاهدة فيلمها.
وأبرزت في معرض ردها على اسئلة الجمهور، عقب عرض الفيلم، ان مشكل الحدود ليس خصوصية مغربية فحسب، بل تعرفه العديد من البلدان، مضيفة أن الفيلم لا يحمل بعدا سياسويا ولكنه ينم عن التزام فني.
وأضافت “كيف يمكن لنا رؤية المآسي ولا نصرخ ، كيف لا يمكننا مقاومة العبث، أنا كمواطنة من العالم تطرح الاسئلة”، مؤكدة أن “اتخاذ قرار اغلاق الحدود أمر مروع، كابوس”.
وبخصوص تركيزها على المرأة في جل أفلامها، أبرزت المخرجة المغربية أنه في افلامها دائما هناك شخصية نسائية تتلقى المبادىء السائدة، ولكن هناك طريق نحو الحرية يضمن الكرامة، مؤكدة أن بطلة فيلم “اباتريد” تعاني في صمت لكنها أكثر حرية وقوة من الاخرين.
ولفتت الى أن هناك انطباعا بأن النساء في المغرب خاضعات ومنكسرات لكنهن يتمتعن في واقع الامر بشخصية قوية بالرغم من معاناتهن، وتمكن من الدفاع عن حقوقهن وتحقيق الكثير من المكتسبات.
يشار الى ان فيلم اباتريد استفاد من تسبيق على المداخيل من إقامة الكتابة بإفران التي تنظمها مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش والمركز السينمائي المغربي.
ويشارك المغرب أيضا في مهرجان برلين العريق، بفيلم “جاهلية” لهشام العسري الذي هو عبارة عن كوميديا مأساوية تدور حول ستة أشخاص، يدخلون في صراع، يحاول كل واحد منهم القضاء على الآخر في سياق فترة إلغاء أضحية العيد بسبب الجفاف.
وكانت فعاليات مهرجان برلين افتتحت الخميس الماضي، بعرض فيلم الصور المتحركة “جزيرة الكلاب” للمخرج الأمريكى الشهير “ويس أندرسون”.
ويشارك في المهرجان 385 فيلما من بينها 19 فيلما ستتنافس على جائزة الدب الذهبي وجوائز الدب الفضي منها أربعة أفلام المانية.
وستخصص هذه الدورة تكريما للممثل السينمائي والمسرحي الأمريكي ويليم دافوي الذي سيقدم له الدب الذهبي الفخري تقديرا لعمله.
ومن بين النجوم الذين يحضرون دورة هذه السنة، روبرت باتينسون وغايل غارسيا بيرنال وبيل نيجي وغيف دانيالز وتيلدا سوينتون ويواكين فينيكس وإيزابيل هوبيرت.
ويترأس المخرج الألمانى الشهير توم تيكوير لجنة تحكيم هذه الدورة التي تضم الممثلة سيسيل دو فرانس (بلجيكا) والمصور شيما برادو (إسبانيا) والمنتجة أديل رومانسكي (الولايات المتحدة الأمريكية) والمؤلف الموسيقي ريوتشي ساكاموتو (اليابان) والناقد السينمائي ستيفاني زاكاريك (الولايات المتحدة الأمريكية).