العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
أكادير – تشكل صيانة كرامة المواطن، وتحسين ظروفه المعيشية، وتثمين الرأسمال البشري، أبرز أهداف المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تطفئ هذه السنة شمعتها الأولى، مع حصيلة غنية بالإنجازات والمبادرات.
وتتمحور هذه المرحلة الثالثة (2019-2023) التي تكلف غلافا ماليا بـ18 مليار درهم، والمندرجة في إطارها منصة الشباب “أركانة” للإنصات والتوجيه، التي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، بجماعة آيت ملول، على تدشينها، حول أربعة برامج، ويتعلق الأمر بتدارك الخصاص المسجل على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، والدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة.
ويساهم البرنامج الأول، الذي يهم تدارك الخصاص المسجل على مستوى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية، في تنفيذ برنامج الحد من الفوارق المجالية والاجتماعية في العالم القروي، ودعم البنيات التحتية بالأحياء الأقل تجهيزا بالوسط الحضري.
ويهدف هذا البرنامج (4 ملايير درهم) إلى مواصلة الجهود المبذولة خلال المرحلتين الأوليتين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المتعلقة بتقليص الفوارق الموجودة على المستوى الاجتماعي والمجالي، لاسيما في 5 قطاعات أولية : “التعليم” و”الكهربة القروية” و”الصحة وتوفير الماء الصالح للشرب” و”الطرق والمسالك القروية” و”المنشآت الفنية”.
وقد مكن خلال سنة 2019 من تطوير 522 مشروعا على الصعيد الوطني، أنجز منها 135 مشروعا، فيما توجد المشاريع الـ387 المتبقية في طور الإنجاز، وذلك لفائدة 744 ألف شخص، بغلاف مالي يناهز 682 مليون درهم.
ويعتمد البرنامج الثاني، الذي يكلف أيضا 4 ملايير درهم على مدى خمس سنوات، على مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، حيث تقتضي هذه المواكبة، أساسا، التكفل بالمستفيدين في مراكز متخصصة (مراكز استقبال الأطفال المتخلى عنهم، مراكز الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة…)، مع العمل على إدماجهم السوسيو-اقتصادي إن اقتضى الحال ذلك.
وخلال مرحلتها الثالثة، تسعى المبادرة إلى الرفع من جودة الخدمات المقدمة بهذه المراكز، بالإضافة إلى استهداف إحدى عشر فئة في وضعية هشاشة، لاسيما الأشخاص المسنون المحتاجون والأشخاص الذين يعانون من إعاقة بدون موارد والمختلون العقليون بدون مأوى، ومرضى القصور الكلوي بدون مأوى، والمصابون بداء فقدان المناعة المكتسبة بدون موارد والنساء في وضعية هشاشة متقدمة، والسجناء السابقون بدون موارد، والمتسولون والمتشردون والمدمنون بدون الموارد والأطفال في وضعية الشارع والشباب بدون مأوى والأطفال المتخلى عنهم.
وقد عرف هذا البرنامج، برسم سنة 2019، بناء 31 مركزا للتجهيز و89 آخرا عبر مختلف جهات المملكة، وكذا اقتناء 45 سيارة إسعاف ووحدة طبية متنقلة.
ومكن البرنامج الثالث (4 ملايير درهم) من المبادرة، الرامي إلى تحسين المدخول والإدماج الشمولي للشباب لاسيما من خلال مواكبة الشباب المقاولين وحاملي المشاريع، من المساهمة في تطوير تشغيل الشباب عبر ملاءمة مؤهلاتهم مع متطلبات سوق الشغل ووضع إطار يشجع على التنسيق بين مختلف المتدخلين في موضوع الإدماج السوسيو-اقتصادي للشباب.
وقد مكن تنفيذ هذا البرنامج، خلال السنة المنصرمة، من بناء وتأهيل وتحديث 62 فضاء للشباب (الإنصات والتوجيه)، وتنظيم مسابقة لأفكار المقاولات المبدعة (هاكاثون) حول مواضيع الطفولة المبكرة في كافة جهات المملكة، بمشاركة 600 شاب.
وتجدر الإشارة إلى أنه من بين الإنجازات المسجلة في إطار هذا البرنامج، تشغيل 1578 مربية ومربي في إطار برنامج تعميم التعليم الأولي بالمجال القروي، ومواكبة إقليم جرادة لتشغيل 1500 شاب، وبلورة منظومة للتنمية المحلية في إطار برنامج إنعاش الاقتصاد والتنمية القروية في المناطق النائية بالمغرب على مستوى 14 إقليما بشراكة مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي.
ويتعلق الأمر، أيضا، بمواكبة مشروع “دعم الإدماج الاقتصادي للشباب” في جهة مراكش-آسفي، بتمويل من البنك الدولي ومجموعة من الشركاء، بهدف دعم تشغيل 25 ألف و500 شاب، وإنشاء 1500 مقاولة ودعم 400 تعاونية.
وبخصوص البرنامج الرابع، الذي يعبئ غلافا ماليا بقيمة 6 ملايير درهم، فهو يهدف إلى الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة لاسيما من خلال تحسين الوضعية الغذائية والصحية للأم والطفل، وتعميم التعليم الأولي في المناطق القروية والبعيدة، وتشجيع التفوق المدرسي، ومحاربة الأسباب الرئيسية للهدر المدرسي.
ففي محور “صحة وتغذية الأم والطفل”، تميزت سنة 2019 بعقد اتفاقية ثلاثية بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة ومنظمة اليونيسيف، لإرساء منظومة الصحة الجماعاتية، وتنظيم حملة وطنية للتحسيس بأهمية مرحلة الطفولة المبكرة، واقتناء معدات طبية لفائدة 596 مركز صحي على مستوى 14 إقليم بثلاث جهات بالمملكة، وبناء وتأهيل 44 دار للأمومة، واقتناء 107 سيارة إسعاف.
وفي ما يتعلق ب”تعميم التعليم الأولي في المناطق القروية والبعيدة”، ستساهم المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع قطاع التربية الوطنية، في تعميم التعليم الأولي في هذه المناطق، من خلال بناء 10 آلاف وحدة جديدة للتعليم الأولي وإعادة تأهيل 5 آلاف وحدة. كما عرفت السنة الماضية إحداث 1263 وحدة للتعليم الأولي يستفيد منها 30 ألف و278 طفل تحت تأطير 1578 مربي ومربية.
وتميزت سنة 2019 في موضوع “تشجيع التفوق المدرسي، ومحاربة الأسباب الرئيسية للهدر المدرسي”، ببناء وتأهيل 126 دار للطالب والطالبة لفائدة 8300 تلميذ واقتناء 400 حافلة لدعم النقل المدرسي لفائدة 21 الف و700 تلميذ، وتوزيع 4,5 مليون محفظة في إطار المبادرة الملكية (مليون محفظة).