ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
نظمت المنصة الرقمية “أواصر تي في” التابعة لمجلس الجالية المغربية بالخارج، في إطار برنامجها المباشر الرابع، مائدة مستديرة في موضوع، “البوليساريو والتهديدات الأمنية والإرهابية: بين القانون الدولي والتحديات الجيوسياسية”.
وذكر مجلس الجالية المغربية بالخارج في بلاغ أن هذه الندوة الافتراضية المنظمة بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين، بتأطير من الأستاذ الباحث بجامعة الملك خوان كارلوس بمدريد حمزة بوعزة، عرفت مشاركة متخصصين بارزين في الجغرافيا السياسية والقانون الدولي، من ضمنهم خبير قضايا الإرهاب والأمن الدولي ومدير المرصد الدولي للأمن باسبانيا خوسي ماريا خيل، والمحامي الدولي في قضايا الإرهاب والأمن الدولي لورينزو بيناس رولدان.
ومكنت تدخلات المشاركين، بحسب البلاغ، من الإحاطة بالأبعاد التاريخية لقضية الصحراء منذ 1976، وكذا تسليط الضوء على مساهمة المغرب في تنمية المنطقة وقدرته على الدفاع على سيادته الوطنية في سلام تام واحترام للقانون الدولي.
وفي معرض تدخله بالمناسبة، أكد بيناس رولدان أن بلاده لم تعترف قط ب”دولة البوليساريو”، مضيفا أن المشكل “المحوري يكمن في الخلط بين الشعب الصحراوي والبوليساريو. هذا هو المشكل الأساسي الذي نعاني منه في اسبانيا. ليس هناك إعلام مناسب قادر على مساعدة مواطنينا على فهم أن جماعة إرهابية مسلحة كجبهة البوليساريو لا يربطها أي شيء بالصحراويين”.
ونقل البلاغ عن المتخصص في القانون قوله إن” الاعتراف بمغربية الصحراء هو اليوم تكريس للعدالة والحقيقة، وتتويج لعملية تاريخية تؤكد أن البوليساريو لم تقم إلا بإثارة الاضطرابات والكراهية خلال عقود، بينما كان تحرك المغرب في احترام تام لمقتضيات القانون الدولي باعتباره دولة محترمة وذات سيادة”.
وحول اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، أكد السيد بيناس رولدان أن “العالم أجمع يعرف وزن الولايات المتحدة في الساحة الدولية، وبذلك فإن اعترافها بمغربية الصحراء يشكل دعما لموقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهو موقف تاريخي وشرعي. والأكثر من ذلك، فالأمر يتعلق بقرار يحمل المجتمع الدولي إلى المضي قدما للتوصل أخيرا إلى القرار الممكن الوحيد والأوحد من وجهة نظر قانونية، وهو مخطط الحكم الذاتي”.
أما السيد خوسي ماريا خيل فقد أوضح حسب ذات المصدر، أن “البوليساريو تعمل على إرساء وضع عنيف سيؤدي للانفجار في كافة المنطقة. وإذا ما تفاقم الوضع وفقا لهذا السيناريو، يتيعن علينا طرح السؤال التالي: ما هي التجربة التي استخلصناها اليوم في هذه المنطقة؟ ، مضيفا في هذا الصدد أن “المغرب هو الفاعل الوحيد في المنطقة القادر على تأمين الاستقرار والأمن”.
واعتبر أن “الاعتراف بمغربية الصحراء من طرف الإدارة الأمريكية قوي حقا، لكن تفسيره يحتاج استحضار سياق العلاقة التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة التي تظل الأقدم من نوعها بالنسبة لأمريكا، إذ كان المغرب أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة، ما يجعل هذه العلاقة في منتهى الأهمية.
وفي معرض رده على سؤال حول رأيه حيال إمكانية اعتراف اسبانيا بشكل واضح ولا لبس فيه بمغربية الصحراء، قال إن موقف بلاده “من الواضح أنه إلى جانب المغرب لكنه يحتاج إلى مزيد من التأكيد”، مسلطا الضوء على الأسباب التي تجعل من المغرب الطرف الأكثر مصداقية من بين الفاعلين في هذا النزاع الاقليمي، والتي تكمن في “الحضور الديبلوماسي القوي للمغرب الذي تؤكده شخصيات اسبانية عديدة، إضافة إلى المرونة الديبلوماسية التي يتميز بها، وقدرته على التفاوض، وصبره، وكفاءاته، والتزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس في العديد من الملفات.”