العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
أعرب المستشار الرئيسي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جاريد كوشنر، مساء أمس الثلاثاء بالرباط، عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على قيادته المتبصرة، التي تضع المغرب والمنطقة برمتها على مسار واعد للغاية.
وقال السيد كوشنر، خلال لقاء صحافي عقب حفل التوقيع، أمام جلالة الملك، على إعلان مشترك بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل: “إنني ممتن للغاية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على قيادته المتبصرة التي تضع المغرب والمنطقة برمتها على مسار واعد للغاية”.
وبعد أن ذكر بأن المغرب يعدّ أحد “أقدم وأوثق” شركاء الولايات المتحدة، أبرز السيد كوشنر أن البلدين، اللذين احتفلا مؤخرا بالذكرى السنوية الـ 243 لاعتراف المملكة بالولايات المتحدة في عام 1777، تجمعهما علاقات “أقوى من أي وقت مضى”.
وشدد المسؤول الأمريكي على أنه “لن يغيب عن بالنا أبدا أن المغرب كان أول بلد يعترف بالولايات المتحدة”.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، سجل السيد كوشنر أن كل الإدارات الأمريكية، منذ إدارة الرئيس بيل كلينتون، أكدت دعمها للمبادرة المغربية “الجادة وذات المصداقية والواقعية” للحكم الذاتي في الصحراء.
وأضاف المستشار الرئيسي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن الرئيس ترامب، بإعلانه اعترافه بسيادة المغرب على الصحراء، “يرفض الوضع الراهن الذي لا يصب في مصلحة أحد، واختار التوجه نحو حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف، حل هادف ينطوي على فرص أكبر لتحسين المعيش اليومي للناس”.
وأكد السيد كوشنر أن “حكما ذاتيا فعليا” هو “الخيار الوحيد الممكن”، مجددا دعوة بلاده لجميع الأطراف إلى “العمل بشكل بناء مع الأمم المتحدة من أجل المضي قدما في عملية التفاوض”.
من جهة أخرى، أعرب المسؤول الأمريكي عن تطلعه “بفارغ الصبر” إلى افتتاح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة “للدفع بالجهود الدبلوماسية وجني ثمار جهود المغرب الملموسة لفائدة الأقاليم الجنوبية”.
واعتبر السيد كوشنر أن الوقت قد حان لوضع المنطقة بأسرها على “درب تحول فعلي نحو مزيد من السلام والاستقرار والرخاء”.
من جهته، أعرب مستشار الأمن القومي لدولة إسرائيل، السيد مئير بن شبات، باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن “عميق تقديره” لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على “قيادته الشجاعة ورؤيته المتبصرة”، معبرا عن “فخره بوجوده بالمملكة على رأس وفد إسرائيلي رسمي لإقامة علاقات مع المغرب”.
وأضاف أن “الأواصر التي تجمع القصر الملكي، والمغاربة قاطبة، باليهود المغاربة ستشكل جسرا بين البلدين، وإحدى دعائم السلام بين الشعبين”.
وأعرب بن شبات عن تأثره البالغ بهذه الزيارة إلى بلد وُلد فيه والداه وأشقاؤه، “وآلاف اليهود من أصل مغربي”، مبرزا أن عادات اليهود المغاربة وتقاليدهم “متجذرة” في إسرائيل عبر الأجيال الحالية.
واعتبر مستشار الأمن القومي لدولة إسرائيل “الإمكانات غير المحدودة” للتعاون مع المغرب في مجالات الطيران، والإبداع، والعلوم، والصحة، والفلاحة، ومجالات كثيرة أخرى.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن زيارة الوفد الأمريكي الإسرائيلي تشكل “حدثا تاريخيا وهاما”.
ولفت السيد بوريطة إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار تنفيذ عناصر المكالمة التي تمت بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس دونالد ترامب التي تضمنت “إعلانات تاريخية وهامة” بشأن الاعترف الأمريكي بمغربية الصحراء، والتطورات في الشرق الأوسط وإعادة إحياء آليات التعاون بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل.
وقال الوزير إن الإعلان المشترك الذي تم التوقيع عليه أمام جلالة الملك سيشكل خارطة الطريق التي ستشتغل عليها الدول الثلاث سواء فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية أو بالعلاقات المغربية الإسرائيلية أو بإحلال الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
(و م ع)