سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
لندن – أكد أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة نوثنغهام، طارق أومزان، اليوم الجمعة، أن عدم مشاركة المغرب في التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الأزمة الروسية-الأوكرانية، يمكن أن يفسر بانخراط المملكة في سياسة للحياد الإيجابي والبناء تكرس أسبقية الدبلوماسية على الحرب.
وأوضح السيد أومزان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المبادئ التي يبدو أن الرباط تسترشد بها هي أولوية الدبلوماسية، الاحترام المتبادل، المنفعة المتبادلة، احترام السيادة والوحدة الترابية.
وأشار إلى أن “هذه السياسة أسفرت عن نتائج إيجابية خلال السنوات الأخيرة”، مستشهدا بمثال الحياد المغربي البناء في النزاع الأخير بين قطر وجيرانها الخليجيين.
وذكر بأن المغرب نجح خلال الأزمة الليبية، في جلب مختلف الأطراف الليبية إلى طاولة المفاوضات (الصخيرات 1، الصخيرات 2 وبوزنيقة)، لافتا إلى أن نجاح المغرب كوسيط في النزاعات الإقليمية أكسب المملكة ثقة المجتمع الدولي لاستضافة المؤتمرات المرتبطة بالوساطة الإقليمية.
وقال السيد أومزان إن كل مراقب للسياسة المغربية الخارجية بوسعه الوقوف على دينامية وزخم غير مسبوقين خلال السنوات الأخيرة،مبرزا أن “المغرب يتصرف أكثر فأكثر كفاعل عقلاني، يستعين بحسابات عقلانية لاتخاذ قرارات عقلانية تؤدي إلى نتائج إيجابية بالنسبة للجميع”.
وأوضح أن المغرب عمل في السنوات الأخيرة على تطوير استراتيجية دبلوماسية متعددة الأبعاد بدأت تؤتي ثمارها، مؤكدا أن المملكة أضحى بوسعها الاعتزاز بالحفاظ على علاقات مع مختلف الفاعلين الدوليين مثل الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، المملكة المتحدة، الاتحاد الإفريقي، روسيا، الصين والهند.
ونتيجة لذلك -يضيف السيد أومزان- تزداد الثقة في المغرب للاضطلاع بدور إيجابي وبناء في النزاعات العالمية.
وخلص الأستاذ الجامعي إلى القول إنه في عالم أكثر قطبية، يمكن لبلدان مثل المغرب الاضطلاع بدور محايد وبناء في الوساطة بين الخصوم الدوليين، قصد إحلال السلام وإنهاء الأزمات الإنسانية.