العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، اليوم الاثنين بالرباط، أن المغرب يشجب “بكل قوة” التدخل الإيراني باليمن وفي الشؤون الداخلية العربية.
وأعرب السيد بوريطة، خلال ندوة مشتركة مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالجمهورية اليمنية، السيد أحمد عوض بن مبارك، عقب مباحثات أجرياها، عن تضامن المملكة مع اليمن الشقيق في ما يعانيه من التدخل الإيراني، مشددا على دعم صاحب الجلالة الملك محمد السادس “القوي والثابت” للشرعية في اليمن من خلال مجلس القيادة الرئاسي، ولكل المجهودات التي يبذلها المجلس لاستكمال المراحل الانتقالية في اليمن.
وبتعليمات من جلالة الملك، يضيف الوزير، يقف المغرب إلى جانب الشرعية في اليمن وخلق ظروف الأمن والاستقرار للشعب اليمني، معربا عن تثمين المملكة لمجلس القيادة الرئاسي كممثل شرعي ومخاطب رسمي للمملكة المغربية في كل ما يتعلق بالجمهورية اليمنية.
وأشار في هذا الصدد، إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك للجوانب الإنسانية في اليمن وللشعب اليمني، مذكرا بأن جلالته قد أعطى تعليماته السامية لتقديم مساعدات مادية لليمن خلال السنة الجارية.
وبخصوص آخر التطورات في الملف اليمني، سجل السيد بوريطة أن المغرب ينوه بالمواقف “الرصينة والإيجابية” التي عبرت عنها الحكومة اليمنية والسلطة الشرعية باليمن في ما يخص مسألة تجديد الهدنة، مشيدا بتغليب السطلة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي دائما مصلحة اليمن واليمنيين على كل الاعتبارات الأخرى.
وللأسف، يتابع الوزير، فإن هذه الروح الإيجابية لم تجد صدى في الجانب الآخر، حيث يسود “منطق الابتزاز والمس بأمن اليمن واليمنيين والاشتغال لصالح أجندات أجنبية وتهديد الأمن والسلم الإقليميين ليس فقط في اليمن، بل أيضا في بلدان عربية مجاورة”.
وذكر السيد بوريطة أن المغرب كان قد عبر بشكل واضح، على أعلى مستوى، عن إدانته الأعمال الإرهابية التي ترتكبها ميليشيات الحوثي، وما يشكل ذلك من تهديد لأمن اليمنيين أولا، وكذلك لأمن وسلامة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وحث المجتمع الدولي ومجلس الأمن على التعامل مع هذه الهجمات المسلحة “كأعمال إرهابية لجماعة لا تراعي سلامة اليمن ومصالح اليمنيين، وإنما تشتغل وفق أجندات يدعمها بالأساس الطرف الإيراني”.
وفي تفاعل مع سؤال بخصوص الأحداث الجارية في اليمن، قال السيد بوريطة إن المغرب يدعم وحدة اليمن وسيادته الوطنية ووحدته الترابية، كما يثمن كافة المرجعيات الدولية والخليجية واليمنية المتفق عليها بهذا الشأن.
ولفت إلى أن “الهدنة بكل ما شابها من خروقات من الجانب الحوثي كانت إشارة إيجابية في ما يتعلق بأمن وطمأنينة وسلامة الشعب اليمني”، مسجلا أن تجاوب الحكومة اليمنية من منطلق المسؤولية وتغليب مصلحة اليمن حظي بتقدير كبير من المغرب والمجتمع الدولي.
وفي المقابل، يضيف الوزير، فإن الموقف الحوثي لا يخدم مصلحة اليمن واليمنيين، بل يخدم مصالح إيران بالدرجة الأولى، ويؤدي إلى التصعيد وإلى نسف المكاسب القليلة التي تحققت خلال الهدنة، مشيرا إلى أن الموقف الحوثي من الهدنة يؤثر أيضا على سلامة بلدان عربية أخرى.
وأكد السيد بوريطة أن “اليمن أصبح مجالا للتدخل الإيراني عبر مليشيات الحوثي”، وهو تدخل تعاني منه أيضا مجموعة من الدول العربية سواء بشكل مباشر أو عن طريق جماعات مسلحة وإرهابية.
وفي هذا السياق، تطرق الوزير إلى أن تفشي الفاعلين غير الحكوميين المسلحين “ظاهرة تشكل خطرا على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين”، موضحا أن “الدول التي تمكن هؤلاء الفاعلين من أسلحة وتقنيات متطورة يجب أن تتحمل مسؤوليتها كاملة أمام المجتمع الدولي لأن هؤلاء الفاعلين غير الحكوميين المسلحين لا مسؤولية قانونية لهم، فهم ليسوا أطرافا في اتفاقيات لنزع السلاح ولا في اتفاقيات لاستخدام الأسلحة، عكس الحكومات الرسمية”.
وشدد السيد بوريطة على أن “إيران لا يمكن أن تستمر في استغلال هذا الفراغ وفي تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، لاسيما في اليمن والشام وشمال إفريقيا، مشيرا، في هذا الإطار، إلى أن المغرب يعاني أيضا من هذا التدخل.
وخلص الوزير إلى القول إن لجنة جامعة الدول العربية للحد من التدخل الإيراني كانت واضحة باعتبار “إيران الآن هي الراعي الرسمي للانفصال والإرهاب في المنطقة العربية¨، وذلك بتواطئ من بعض الأطراف.
من جهته، أعرب السيد عوض بن مبارك عن شكر بلاده للموقف “الواضح والصريح” للمغرب بخصوص التدخل الإيراني في الشؤون العربية، مشيرا إلى أن المغرب كان من الدول الأولى التي اتخذت موقفا صريحا تجاه هذا التدخل.
وأكد أن اليمن تدعم أي جهد يقود للسلام المستدام والشامل القائم على المرجعيات الأساسية والقرارات الدولية، مشيرا إلى أن التحالف العربي يسعى إلى توفير كل الظروف الممكنة لتحقيق السلام والجلوس على طاولة المفاوضات، “ولكن هناك طرف واحد يفوت، في كل مرة، هذه الفرص على الشعب اليمني”.
ولفت الوزير اليمني إلى أن “الهدنة التي استمرت لستة أشهر شكلت فسحة أمل لليمنيين وكانت فرصة تم من خلالها تحريك عدد من الملفات رغم الخروقات التي شابتها من طرف الجانب الحوثي”، منددا، في هذا الصدد، بالموقف الحوثي الذي فضل مصالحه الذاتية ومصالح إيران على مصلحة اليمنيين.
وأضاف “حين كان العالم أجمع يرعى الحوار اليمني، كانت إيران ترسل السفن محملة بالسلاح لجماعة الحوثي، وهي عملية موثقة في التقارير الدولية”، مسجلا أنه “في كل محطات الحوار التي كنا نقترب فيها من الحل، كان لإيران دور في إحباط هذه المشاورات”.
ودعا السيد عوض بن مبارك المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف واضحة واعتماد مقاربة جديدة في التعامل مع المشهد السياسي في اليمن وفي التعاطي مع التدخل الإيراني في هذا البلد، مشددا على ضرورة إدراج ميليشيا الحوثي كجماعة إرهابية.