الجماعة إياها أصدرت بيانا كأننا في أيام أبرهة الحبشي، صاحب الفيلة الذي كان يريد هدم الكعبة، وذلك على هامش عدم الترخيص لأنصار الجماعة بالاعتكاف في بعض المساجد.
ولأن المجتمع المغربي مجتمع ساذج فقد صدق الناس بسرعة البرق ما قالته الجماعة في بيانها ولم يلاحظوا بأعينهم مساجد الله العامرة في كل مكان بمناسبة شهر الصيام والقيام، ولم يلاحظوا أن زمرة المعتكفين من أجل جماعة ياسين وليس من أجل الله هو قلة قليلة لا تريد إلا أن تفتن الناس في دينهم.
الجماعة دستورها هو كتاب شيخها المنهاج النبوي، والناس عندما تجتمع في المساجد اعتكافا أو ترابط في بيوتها فإنها ترابط من أجل الجماعة وشيخها وليس من أجل الله سبحانه وتعالى كما يحدث هذه الأيام في بعض الدور التي تقام فيها الرباطات. هناك رباطات تجمع أتباع هذا وأخرى تجمع أتباع ذاك، كما حدث في القطاع النسائي حيث توجد رباطات النساء التابعات لجناح نادية ياسين الذي جمد عضويته في الجماعة، ورباطات أخرى للقطاع النسائي الموالي لمجلس الإرشاد.
وهناك مساجد أخرى كانت الجماعة تنتظر أن يتم فيها الإمام الراتب الصلاة بعموم المسلمين قبل أن يتطوع أحدهم بالصلاة بأهل الجماعة الذين يريدون الصلاة لوحدهم والاعتكاف ليس سعيا للعتق من النار، بل كوسيلة من وسائل البناء الروحي لجند الجماعة بحثا عن أوساخ الدنيا من مكاسب سياسية وغيرها، لأنه ربما غدا سيجد الإنسان معتكفات متعددة تعدد الجماعات كمعتكف العدل والإحسان لا يدخلها إلا ناس الجماعة، ومعتكفات باقي الجماعات من أنصار الشيخ فلان والشيخ علان وشيعة فلان وشيعة علان، ناس الجماعة يعتكفون كل عام و يقرؤون القرآن ويصلون ويتلون كتب الشيخ ياسين فهي جزء من الاعتكاف.
العمل السياسي و الدعاية للجماعة و منهاج شيخها لا علاقة له بالإعتكاف داخل المساجد أو غيرها.
فإستغلال الجماعة لكل المناسبات الدينية أمر غير جديد فهو يحدث كل عام، تستغل الجماعة موسم الحج و تغرق البقاع المقدسة بالمطبوعات التي تعرف بالجماعة و برنامجها و شيخها كأن الذهاب إلى الحج ليس فريضة من فرائض الإسلام و ليس ركنا من أركانه و أن الله لم يأمر ألا جدال في الحج.
ومع ذلك فالجماعة مع أداء كل فريضة أو ركن تريد أن تستفيد سياسيا في تكثير سواد الأمة (أي الجماعة) و تعزيز ماليتها و بناء جند منفذين لأوامر قيادتها التربوية و السياسية.
أكورا بريس