انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية
طوال أكثر من عام جرب مساميم المغرب وسمايرية الداخل والخارج كل أسلحتهم ولغوهم من أجل جر المغرب إلى متاهة الدم والحرائق والدمار والمليشيات والخراب، لكنهم بقوا لوحدهم في الشوارع حاملين لافتات تعبر عن حقدهم الدفين وبغضهم لما تحقق على مر العقود والسنين الماضية والشعب كان منهم براء.
كل محاولاتهم باءت بالفشل من أجل جر الشعب إلى أتون التيه، جربوا أن يذهبوا عند الشعب في الضواحي والحواري، ولكنه الشعب.. لا يريد لغوهم، يريد أن يعيش بعيدا عن حمق نخبة خبرها وجربها منذ سنين لا تريد إلا أن تمارس ديكتاتوريتها على الشعب لتسلبه أعز ما يملك لتسلبه حقه في الاختيار وتصادره إلى الأبد. نخبة جربت الكذب والنفخ في أرقام مشاة الأحد بدعم من قنوات الربيع العربي، الذي آثر أن يعبد الطريق لتصالح الإسلاميين مع الغرب تحت خيمة الديمقراطية.
بعد عام من اللغو والكذب والجلبة والنفير لا شيء تحقق من الذي كانوا يدعون الشعب إليه، ظل الشعب في مكانه صامدا ضد تلاميذ “بول بوت” لأنه يعرف ديمقراطيتهم المحفورة في ذاكرة شعوب آسيا وفي مقدمتها شعب “الكامبودج”، ويعرف أن الدول التي تساقط ديكتاتوريوها من دول جبهة الصمود والتصدي، التي لا زال أحد أباطرتها صامدا في دمشق وحلب وحماه بدعم من رعاة الديمقراطية الشعبية ينكل بشعبه منذ سبعة عشر شهرا.
مر أكثر من عام ولم يتطوع مثقف واحد من المساميم السمايرية لتقديم نقد ذاتي حول قراءته الخاطئة لواقع المغرب، وأسباب عدم اصطفاف الشعب إلى جانبهم رغم أنهم استفادوا من دعم “الدقايقية” في القنوات الفرنسية والإسبانية في وقت الذروة وحق اللغو المكتوب في أكثر من يومية في البلدين، وعوض أن يعترفوا بهزيمة تصوراتهم ومخططاتهم تطوع أحدهم بعد عام ونيف من التيه ليتحفنا بكذبة أخرى يغطي بها ضعف الفهم والتحليل الذي يعاني منه وصحبه في بلاد الأفرنجة والروم يعتبر أن الملكية في المغرب ملكية مستبِدّة مستَعْبِدَة، وأن قلة قليلة تعرف هذه الحقيقة، وأن الشعب بكامله يقبل بهذه الوضعية.
الحمد لله الناس بدأت تفهم أنهم قلة قليلة، وأنهم في واد والشعب أساس المشروعية ومصدر السيادة في واد آخر، ولا يؤمن بتراهاتهم ولغوهم ومسخهم، الحمد لله.. اليوم الصحفي المستنير غير المستعبد يعترف أنه يمثل إرادة أخرى غير إرادة الشعب ومع ذلك يمارس احتقاره للشعب ويعتبره شعبا أبله، شعبا قاصرا لأنه لم يختر لنفسه ما تريده له “لكم” وكاتبها “المفرنس” الذي تنازل عن حقوق الترجمة لغيره ولم يحتفظ لنفسه حتى بحقوق التأليف الذي غاص في تاريخ فرنسا يبحث لنفسه عن مستقر ونسي مرجعيته الإسلامية التي رباه عليها جده، ويعتبر أن الدين يشرعن للاستبداد والاستعباد.
الخلل إذن في الشعب والدين، وليس في كمشة الهامشيين الذين يعتبرون أنفسهم مستنيرين يؤمنون بالحرية، حرية إعلان الولاية على الشعب وموروثه المشترك ومصادرة حقه في الاختيار والاصطفاف واحتقاره لأنه اختار الاستقرار والتطور الديمقراطي في إطار الاستمرارية والتراكم المتاح من أجل بناء مؤسسات، وبناء دستور ديمقراطي قابل للحياة عوض الانتصار لدعاة الاستمناء الثقافي لِلّذين لا يمارسون الكتابة إلا عن طريق القنوات العابرة للقارات، أكيد أنه تلزمهم قرون وقرون حتى يفهموا هذا الشعب وخياراته وأولوياته، وهذا سر استقراء المغرب وتيه نخبته التي لن تصل إلى المكنون ما دامت لا تقرأ واقعنا إلا انطلاقا من منظار خارج التراب الوطني وحتى القارة الإفريقية والمنطقة العربية.
لن ينسى الشعب كيف تعاملوا هم مع إجراء مقاولاتهم، وكيف أوصدوا أبوابها وبحثوا لأنفسهم عن مخرج شخصي يؤمنون به مستقبلهم الشخصي وتنكروا لكل الذين آمنوا في مرحلة من المراحل بجدية لغوهم وجذبهم تيههم قبل أن يستفيقوا على الواقع الذي لا يرتفع، واكتشفوا أنهم كانوا ضحية مساميم المغرب وسمايرية الداخل والخارج، فكثيرون قبلهم جربوا نفس التكتيك وأظهرت الأيام زيفهم وزيف خطابهم الغارق في الإسقاطات الآتية من الغرب الذي تركهم يتامى وسط شعب لفَظَهم وسيلفظهم حتى يعقلون.
أكورا بريس