انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية
المقرئ أبو زيد الادريسي خلال حديثه إلى الزميلة خديجة البراق: تصوير أكورا بريس
اعتبر المقرئ “أبو زيد الإدريسي” أن حكومة “بن كيران” إذا استمرت في المزيد من الإجراءات “الغير الشعبية” دون تواصل حقيقي مع الشعب المغربي ستؤدي إلى تراجع في شعبية حزب العدالة والتنمية، وأشار إلى أن الجماهير الوفية للحزب قد تصبر على الاختيارات غير الشعبية للحكومة التي يقودها الأمين العام لحزب المصباح وتتمعن جليّا في أخطاء الحزب قبل أن تفقد ثقته فيه.
على مستوى آخر، وصف “الإدريسي” دعوة حركة “مصايمينش” إلى الإفطار العلني في رمضان، ومطالبتها إلغاء الفصل 222 من القانون الجنائي بالرعونة السياسية والفكرية لمجموعة من المراهقين، مشيرا إلى أن المسألة تتعلق بضمير الشعب المغربي الديني الذي يرفض المجاهرة بهدم ركن من أعظم أركان الإسلام، مؤكدا أن الذي يريد الإفطار في رمضان علنا لا يمارس حقا فرديا وإنما يعتدي على حق جماعي ويستفز الشعب المغربي في عمق هويته الإسلامية.
تفاصيل الجوابين الذين رد بهما المقرئ “أبو زيد الإدريسي” على سؤاليْ “أكورا بريس”:
– ما هي قراءتكم لمجموعة من الإجراءات الغير الشعبية التي اتخذتها حكومة “بن كيران” ومدى تأثيرها على شعبية الحزب وتراجعه؟
التراجع كلمة من الناحية العلمية المضبوطة تعني تحرك قارّ من موقع إلى موقع، وهذا صعب أن يوصف حالة من التذمر والغضب والانزعاج عند الشعب المغربي تجاه هذا الإجراء الذي لم يكن إجراءً شعبيا، وهكذا أقرت به الحكومة أيضا.
عادة الشعوب في طريقتها لاتخاذ المواقف أنها تتململ أحيانا، وتغضب من قرارات غير شعبيه لكن لا تتخذ فورا القرار بالانسحاب من الساحة إلى الخلف، بالتالي لا نستطيع أن نقول أن هناك تراجعا في شعبية حزب بناءا على موقف من المواقف، لكن إذا استمرت هذه المواقف دون تواصل حقيقي مع الشعب ودون شرح للمقتضيات التي قد تكون موضوعية ومقبولة رغم أنها مؤلمة وقد لا تكون موضوعية ومقبولة، إذا استمرت الإجراءات أكيد سيحصل تراجع دون شك.
طبعا ممكن أن نتحدث عن تراجع بعد سنة أو بعد سنتين، لأن الأحزاب الوطنية والقوى الوطنية النابعة من الشعب والمتفاعلة معه حتى عندما تبدأ في اختيار سياسات غير شعبية لا يبادلها الناس من الجماهير – الوفية – لا يبادلونها فورا رد فعل على خيارات غير شعبية لموقف لا شعبي، ولهذا أنا لست مغرورا بشعبية الحزب لكنني مقدر لمنطق الحراك السياسي كما خلقه الله كقانون، وأنه ليس الآن وبهذه السرعة سوف نفقد شعبيتنا. فالشعوب عادة إذا سلّمت ثقتها لجهة فإنها تصبر على هذه الجهة طويلا ولا تسحب هذه الثقة إلا بعد أن تمعن بذات الأخطاء، ونحن لحد الآن نرجو أن لا نضطر إلى مواقف صعبة ومرّة مثل الموقف المتعلق بالزيادة في المحروقات لكي لا نتحول من التململ والقلق إلى التراجع.
– ونحن مقبلون على شهر رمضان، ما موقفكم من الحركة التي أعلنت خروجها للإفطار علنا؟
موقفنا واضح، وهو أنه لا يمكن شرعنت هذه الممارسات أو الدفاع عنها أو حتى قبولها بحجة الحرية الفردية لأن المشكل لا يتعلق بالحرية الفردية، وهذا استدلال خطأ بدليل صحيح لكن غير وارد هنا، نعم الحرية الفردية مقدسة لكن الأمر لا يتعلق بحرية الإفطار، يمكن للشخص أن يدخل إلى بيته أو يغلق عليه أي مكان وأن يفطر، فليس عندنا محاكم تفتيش وليس عندنا جنود يتشممون أفواه الناس في نهار رمضان، ولكن المسألة تتعلق بحق الشعب المغربي، بكرامة الشعب المغربي وبضمير الشعب المغربي الديني الذي يرفض المجاهرة بهدم ركن من أعظم أركان الإسلام وهو الصوم.
وبالتالي الذي يريد الإفطار في رمضان علنا لا يمارس حقا فرديا وإنما يعتدي على حق جماعي ويستفز الشعب المغربي في عمق هويته الإسلامية الذي يمثلها لأنه ليس وراء هذا المطلب حق من حقوق الإنسان ولا سلوك سيتقدم بالمجتمع إلى الامام ولا حرية من الحريات العامة يتوقف عليها أمور من الحقوق المدنية أو السياسية، وإنما هو رعونات لمراهقين سياسيا وفكريا يريدون استفزاز الشعب المغربي وتحريض النقاش من قضية الحكامه ومكافحة الفساد واقتصاد الريع إلى قضايا هامشيه تُبقي لهذه الفئة الفاسدة على مكاسبها ومصالحها وتحرف النضال عن مساره الطبيعي وتسقط الحراك الإسلامي في فخ الذي يصرّون على سقوطه الذي هو معركة الهوية ونحن انتهينا من هذا الموضوع وحسمناه، لن نسقط في الفخ ثانية.
أكورا بريس/ التقته / خديجة براق