مصطفى الرميد في حديث استقبال لـ”توكل كرمان” المناضلة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام
أجواء المؤتمر السابع لحزب العدالة والتنمية التي انطلقت السبت 14 من يوليوز الجاري تفرض على كل المتتبعين استحضار مختلف مؤتمرات الأحزاب الأخرى، فجودة التنظيم وعدد المؤتمرين وحجم ونوعية الضيوف تلح على المتتبع وبقوة إجراء مقارنة مع مجموعة من المؤتمرات التي تتعالى فيها أصوات المعارضة الداخلية، وتنبعث من جوانبها بعض من النقاشات الخفية والأصوات المتعالية.
جلّ الحاضرين من ضيوف وقادة أحزاب سياسية وطنية ظهر عليهم جليّا الانبهار وليس بعيدا الانكسار أمام قوة الحزب في تنظيم مؤتمر فاق عدد حضوره كل التوقعات.
حرص المنظمون أن يجعلوا مساحة كبيرة على يمين مدخل المجمع الأمير مولاي عبد الله مسجدا يؤدي فيه المؤتمرون الصلاة، بالواجهة المقابلة كان مدخل الباب الخاص بالضيوف، طريقة الاستقبال لا تُستعمل إلا في مهرجانات السينما، وقيادات الحزب حريصة على استقبال ضيوفها بمن فيهم الأمين العام للحزب الذي استقبل بدوره استقبالا خاصا، كان في مقدمة المستقبلين كل من:”محمد نجيب بوليف”، “مصطفى الخلفي”، “عبد العالي حامي الدين”، “رضى بنخلدون”، و”مصطفى الرميد” الذي حرص على استقبال الضيوف بحرارة.
بداية أشغال المؤتمر وحرص أعضاء الحزب على ترديد النشيد الوطني
قبل أن تبدأ “سمية بن خلدون” عضو المجلس الوطني للحزب بقراءة لائحة الضيوف الذين حضروا مؤتمر العدالة والتنمية، تم عزف النشيد الوطني الذي حرص على ترديده معظم أعضاء المجلس الوطني وفي مقدمتهم الأمين العام “عبد الإله بن كيران”، في حين حرص “محمد نجيب بوليف” على وضع يده على صدره أثناء عزف النشيد وكذلك فعلت “توكل كرمان” الناشطة الحقوقية.
احتجاج سوري على سمية بن خلدون
أثناء تقديمها لضيوف المؤتمر، وإعلانها اعتذار البعض منهم احتج وبشدة “غسان هاني أبو صالح” ممثل الجالية السورية بالمغرب، الذي رفض أن تمر “سمية بن خلدون” مرور الكرام على ذكر بلده سوريا، وقال:”يا سيدتي عم تظلمي سوريا وحضور سوريا”، ثم تابع مرددا:”سوريا سوريا.. الموت ولا المذلة”، قبل أن ينقذ الموقف أحدهم بإبلاغ “رضى بن خلدون” الذي نبه “سمية” بالأمر لترحب بممثل سوريا في المغرب وتتعالى مع ذلك تحية الحضور.
بن كيران في كلمته: الملك يقوم بدور الحكم وليس الحاكم وتلك هي مميزات الاستقرار المغربي
انطلق “عبد الإله بن كيران” الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بترحيب خاص بضيوف المؤتمر السابع لحزبه، وحرص أن يذكرهم بأن كرم المغاربة الذي حكى عنه لهم أجدادهم يرونه اليوم من خلال الطريقة الاسطورية التي استقبلوا بها، وأكد أن هذه الانطلاقة التي ميزت الحزب بحضور ضيوف وازنين تبعث على التفاؤل في أن ينتهي المؤتمر بنجاح.
وأكد “بن كيران” خلال كلمته أن الخريطة السياسية العربية تغيرت لأن الشعوب سئمت من حكامها، وسئمت من توزيع الثروة داخل الوسط العائلي للأسر الحاكمة، مضيفا أن الشعب المغربي يشعر بانتمائه إلى ملكه وبانتساب العائلة الملكية إليه، مضيفا أن الملك يقوم بدور الحكم وليس الحاكم وذلك هو السر في استقرار المغرب، مضيفا في نفس الإطار أن المغرب لم ينجح بعد في الامتحان بل أمامه طريق طويل لأجل تحقيق النجاح والاستقرار التام، مؤكدا أن حزبه سيدافع عن الديمقراطية وعن نزاهة الانتخابات.
“بن كيران” وجه رسالته إلى برلمانيي ووزراء العدالة والتنمية، مخاطبا إياهم بالقول:”جئتم لتأخذوا بالمعروف وتعطون بدون حساب، مطالبا إياهم بالعمل أولا للوطن.. ثانيا للحزب.. وثالثا للذات إن كان ذلك ملحا.
“بن كيران” حرص أيضا على تقديم تحية خاصة إلى الشعب السوري الذي وصفه بـ “العظيم” و”البطل”، وقال عنه أيضا أنه لم يضح أي شعب مثله في سبيل الإنعتاق من الذل، ليعود إلى المنطقة المغاربية ويخاطب حكام الجزائر بالقول:”الله يهدي الذين يحكمون الجزائر”، مضيفا أن الجزائر لو أرادت فتح الحدود وحل مشاكلها مع المغرب لفعلت خلال يوم واحد، مؤكدا أن الحدود ستفتح طال الزمن أم قصر لأن تلك إرادة الشعبين التي لن يستطع مقاومتها أحد ولا يقف في وجهها أحد.
عثرة التنظيم.. الصحافة تحتج
احتج العديد من رجال ونساء الإعلام على التقصير الذي حصل في عملية توزيع البطائق الخاصة بالمؤتمر، حيث أن مجموعة من المنابر المعروفة والعديد من الصحفيين والتقنيين بإذاعات وطنية مختلفة لم يجدوا بطاقتهم في الوقت الذي كانت أسماءهم ضمن لوائح المسجلين، واضطر الصحفيون إلى الانتظار طويلا للحصول على بطاقتهم وحرموا من تسجيل تصريحات العديد من الضيوف والقيادات الحزبية الوطنية والدولية.
الصحافة احتجت أيضا على غياب قاعة خاصة بالإعلاميين، مما صعّب مهمة عمل العديدين خاصة منهم وسائل الإعلام المسموعة الذين اضطروا إلى البحث عن مقاهي للانترنيت لإرسال موادهم كما عاينت ذلك “أكورا بريس.”
الرباط: أكورا بريس / متابعة / خديجة بــراق