الحصيلة السنوية للأمن الوطني: إحصائيات مكافحة الجريمة بكل أنواعها والتهديدات الإرهابية
بقلم: جمال الدين الكوش: مدون مغربي
كان أطرف تصريح أطلق خلال الحملة الانتخابية في أفق استحقاق 25 نونبر هو الذي أدلى به الحسن الداودي، رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية إلى وكالة فرانس بريس، حين قال بخصوص حظوظ حزبه في الفوز “نحن شر لابد منه”.
قد يعتبر الكثير هذا الكلام مجرد مزحة أو زلة لسان مثل التي عودنا عليها قادة العدالة والتنمية، سيرا على نهج زعيمهم بنكيران، لأن قراءة متأنية وبين السطور لمثل هذا القول تجعلنا نقف على حقيقة نوايا حزب يعتبر نفسه أفضل الفضلاء وما دونه إما مارقا أو فاسدا.
بمثل هذه التصريحات يسعى العدالة والتنمية إلى خلق الانطباع في الأذهان البسيطة إلى أنه فائز في الانتخابات لا محالة وأن أي نتيجة غير ذلك لن تكون إلا من فعل التزوير أو الفساد. كلام مثل هذا لم يعد صالحا إلا في الأنظمة الشمولية حيث مصباح الحزب الوحيد “وحده مضوي البلاد”. فبالنسبة للعدالة والتنمية ، الناخب المغربي يوجد يوم 25 نونبر إنما خيار وحيد لا ثاني ولا ثالث له، التصويت لحزب المصباح رغما عن أنفه، لأنه شر لابد منه، وأن يسلم أمره بعد ذلك لقدر محتوم هو المد الإسلاموي.
لكني أستسمح الديمقراطيين في أن أتفق هذه المرة مع ما قاله الحسن الداودي، أو بالأحرى مع شق منه. قد أتفق بأن حزبكم “شر” ولن أكون على أي حال أدرى بهم منكم بعد أن شهد شاهد من أهلها، لكني لست متأكدا بأنه “لابد منه” ولا بأنكم قدر محتوم على مغاربة تعودوا منذ سنوات على استنشاق هواء الحرية والديمقراطية وأنفقوا منذ عقود حرية الاختيار بين الصالح والطالح.
بالله عليكم، ماذا تتوقعون من المغاربة أن يفهموا من مثل هذا الكلام؟ أهم قطيع من النعاج ستساق يوم الاقتراع إلى الذبح بدون حول ولا قوة؟
فهل بسلوك العدالة والتنمية و قيادييه نفهم بأن للحزب مفاهيم خاصة تنفلت عن النمذجة المعيارية للسلوك السياسي الخاص بثوابت الحكامة السياسية عموما، والانتخابية منها على وجه الخصوص. وأنه مازال يرتهن لمنظومته المرجعية التي لا يستقيم معها أي ميثاق أخلاقي وضعي من صنع البشر؟.