وذلك ضمن نافذتها البرامجية “يوم في..” ، أبرزت من خلالها التنوع الذي يميز المغرب ثقافيا واجتماعيا وما يتمتع به من غنى تراثي وحضاري ،وانفتاحه على الثقافات المختلفة ، وذلك في إطار تناول فني مميز مزج بين المتعة و المنفعة.
و استهلت القناة طابقها الوثائقي بعرض فيلم عن (حي الأحباس) أو (الحبوس) في الدار البيضاء والذي عرض لمشاهدي القناة صورا مختلفة عن هذا الفضاء التاريخي العريق، الممتلئ بالأسواق الشعبية، حيث تتجاور دكاكين بيع الكتب التراثية القديمة مع حواري العطارين والحلويات المغربية، ومن خلال التجوال بالكاميرا في (تاكسي المدينة) ترصد هذه الاخيرة مشاهد للحي من زاوية سائق يلعب في الوقت نفسه دور الشاهد والحكواتي العارف بكل أحياء المدينة القديمة ، لتصبح سيارته وكأنها (صالون) نقال يجمع نماذج من المجتمع.
ورزازات ( هوليود المغرب)
وفي وثائقي بعنوان “تحت الثلج” تنقل القناة مجريات الحياة في قرية جبلية ممتدة بين جبال الأطلس المتوسط، حيث يكسو الارض بياض الثلج الذي يصنع به أطفال المنطقة لحظة فرح ومتعة في ظل قساوة الطبيعة و صعوبة التضاريس. أما فيلم “كاستينغ.. إن شاء الله” فيسافر بالمشاهدين إلى مدينة ورزازات ( هوليود المغرب)، حيث يعمل معظم السكان في السينما ك(كومبارس) في الأفلام الأجنبية التي يتم تصويرها في الاستوديوهات الضخمة الموجودة على مشارف المدينة، إذ يعرض العلاقة الوثيقة بين سكان المدينة و العروض السينمائية التي أصبحت مصدر عيشهم الرئيسي.
ومن خلال فيلم “أعراس المغرب – فاس” تبحر القناة بمشاهديها في عالم الأعراس والتقاليد التي تزخر بها مدينة فاس العريقة بدء بمراسم الخطوبة وحتى يوم الزفاف ، و تسافر بمشاهدها الى أجواء مرحة تذكر بقصص ألف ليلة وليلة ، وتكتشف للمتتبع ارثا حضاريا لا ماديا ، يجعل من المغرب واحدا من أغنى البلدان في العالم من الجانب الثقافي . وفي عرض حلقة “المغرب” التي تم إنتاجها ضمن سلسلة “من خلال عيونكم” وهي سلسلة نادرة، غير متوقعة ومثيرة للمشاهدة، حيث ،لأول مرة في التلفزيون ، يبصر المشاهدون المغرب بشكل مختلف، بواسطة عيون مغامرة كفيفة تدعى (صوفي) تنظر للعالم من زاوية مختلفة باستخدام حواس تعوض بها البصر وتنفذ للبصيرة، حيث يرى المتتبع اللمس والذوق والشم والسمع في تكاتف مكثف لاكتشاف معنى مختلف للمكان والزمان.
محط اهتمام للباحثين في الفكر العربي المعاصر
وعن تاريخ حركة الكشافة في المغرب ودورها البارز اجتماعيا وسياسيا ، عرضت الجزيرة الوثاقية فيلما يعرف بالحركة الكشفية العربية- المغرب يستعرض نشأتها و انشطتها وطموحاتها.
أما فيلم “طه عبد الرحمن.. الفيلسوف المجدد فيقدم تعريفا بهذا المفكر المغربي الفذ ، الذي يعد أحد رواد الفكر في الساحة العربية الحديثة، حيث يستعرض الوثائقي لأهم مراحل حياة الفيلسوف المغربي طه عبدالرحمن، بدءا من نشأته وطفولته وصولا لإنتاجاته العلمية ويقف عند المشروع الفلسفي المتميز لهذا المفكر ، الذي أضحى محط اهتمام للباحثين في الفكر العربي المعاصر.
و اختتمت القناة عرضها الوثائقي بشريط من حلقتين بعنوان (مقاهي عتيقة) يتعرف المشاهد في الأولى على مقهى (الحافة) في طنجة ،الذي يحكي التاريخ المعاصر أنها أحد أقدم المقاهي بالمغرب، والتي بنيت منذ عهد الاستعمار، ولعبت أدوارا طلائعيا على المستوى السياسي و الثقافي و الاجتماعي و الرياضي ،إذ يعرض الفلم شهادات مجموعة من سكان عروس البوغاز الذين واكبوا مختلف الأحداث التي مرت بها مقهى (الحافة) ، ومن بينهم رجال مقاومة وفنانون و كتاب ، بما فيهم صاحب المقهى الذي يسرد تفاصيل وظروف التحاقه بها.
اما الحلقة الثانية من الشريط الوثائقي فتقدم مقهى (باليما) ، أحد المعالم االثقافية و الاجتماعية و الحضارية المميزة لمدينة الرباط ، التي شهدت النور على غرار عدد من المقاهي الشهيرة في المملكة أوئل القرن العشرين ، وكانت و لاتزال القبلة المفضلة لعدد من السياسيين و الاعلاميين و الفنانين و الكتاب و الرياضيين والفنانين والسياسيين والكتاب ، بحكم موقعها المتميزبشارع محمد الخامس القلب النابض للرباط ،و أيقونة العاصمة بامتياز.