سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
كشفت المندوبية العامة لإدارة السجون و إعادة الإدماج، عن عزمها إطلاق النسخة الثانية من برنامج ” مصالحة”، لفائدة السجناء المدانين في قضايا الإرهاب، ممن أبدوا رغبتهم في الإنخراط بهذا البرنامج التأهيلي، الذي تشرف عليه المندوبية بتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان.
وجاء في بلاغ للمندوبية، عممته اليوم الخميس 24 غشت الجاري أنه تم استكمال النسخة الأولى من برنامج ” مصالحة”، خلال الفترة الممتدة ما بين 29 ماي و 25 يوليو من العام 2017، بسجن العرجات 1، و استفاد منه بشكل اختياري سجناء مدانين في ملفات الإرهاب و التطرف، يمثلون عينات من مختلف الاتجاهات الجهادية، و المحكوم عليهم بعقوبات سجنية متفاوتة، وأشار بلاغ لمندوبية السجون أن برنامج المصالحة اعتمد على ثلاث محاور أساسية، هي المصالحة مع الذات، والمصالحة مع النص الديني، و المصالحة مع المجتمع، كمقاربة علمية تتكامل و المقاربة الأمنية الاستباقية، والتحصين الروحي ومحاربة الهشاشة، استنادا على التوجيهات الملكية الداعية إلى تعزيز قيم المواطنة والتسامح و الاعتدال والحرص على إصلاح العدالة الجنائية بالمغرب، مع الحرص على صون الكرامة الإنسانية للمواطنين السجناء التي لا تجردهم منها الأحكام القضائية السالبة للحرية.
ويترجم برنامج ” مصالحة”، استراتيجية المندوبية العامة التي تسعى لأنسنة و تحسين ظروف الاعتقال، وتأهيل السجناء لتهيئهم للإدماج، من خلال نشر ثقافة التسامح و محاربة التطرف العنيف داخل السجون بتنفيذ برنامج خاص للتثقيف بالنظير، إضافة إلى تنظيمها لبرنامج الجامعة في السجون لفائدة النزلاء الجامعيين حول مواضيع تعنى بالقضايا المجتمعية المتصلة بالادماج.
وأشار إعلان المندوبية أن برنامج ” مصالحة”، يسعى إلى فتح آفافق جديدة أمام السجناء الجهاديين لفهم النصوص الدينية بشكل صحيح، بالإضافة إلى تأهيلهم لقبول الإطار القانوني المنظم لعلاقة الأفراد بالمجتمع وبالدولة وبضوابط النص القانوني، انطلاقا من جدلية الحقوق و الواجبات، مع توفير مواكبة نفسية وتأهيل سوسيو اقتصادي تمكن السجين من الاندماج الاقتصادي والاجتماعي.
كما تم تخصيص حصص لعرض تسجيلات سمعية بصرية لشهادات بعض عائلات ضحايا الإرهاب ، بهدف تحسيس السجناء المدانين في إطار قضايا التطرف و الإرهاب، بحجم الأذى الذي يخلفه التطرف العنيف على استقرار المجتمع، و أمنه، علاوة على الضرر المباشر الذي يصيب الضحايا . و تم الحرص خلال هذه المرحلة على تأمين المصاحبة النفسية، حتى لا يتم رفع حدة الشعور بالذنب إلى درجات مرضية قد تفسد عملية التعافي وتعديل السلوك كما توج البرنامج بعقد مناظرة في شكل تمرين تجريبي يختبر مدى تملك السجناء تقنيات هدم و تفكيك الخطاب المتطرف.