الملك محمد السادس يهنئ دونالد ترامب بمناسبة انتخابه مجددا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية
(و م ع)
انعقد اليوم الجمعة بالرباط، الجمع العام التأسيسي لإحداث “مؤسسة الدكتور عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات”، التي تروم المساهمة في وظائف التفكير السياسي ودراسة السياسات العمومية.
وتميزت الجلسة الافتتاحية للجمع العام التأسيسي لهذه المؤسسة بالرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في الجمع، والتي تلاها السيد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية.
وأكد جلالة الملك، في هذه الرسالة، أن إحداث هذه المؤسسة “مبادرة محمودة، أبينا إلا أن نزكيها، وأن نشملها برعايتنا السامية، تقديرا منا لهذا الوطني المجاهد، والمقاوم الفذ الذي تحمل اسمه”.
فالمرحوم عبد الكريم الخطيب -يضيف جلالة الملك- يعتبر أحد القادة التاريخيين للمقاومة وجيش التحرير، المشهود لهم بخصال الوطنية الصادقة، والنضال المستميت من أجل استقلال المغرب وحريته، والدفاع عن مقدسات الأمة وثوابتها.
ودعا جلالة الملك إلى جعل المؤسسة “مركزا لتلاقح الأفكار البناءة، ولتأهيل الكفاءات والنخب السياسية، وإشاعة قيم الوطنية الحقة، التي ظل يجسدها المرحوم عبد الكريم الخطيب، والمتمثلة بالخصوص في الصدق والإخلاص والوفاء لثوابت الأمة ومقدساتها، والالتزام بخدمة المصالح العليا للبلاد، ووضعها فوق كل اعتبار”.
ويندرج تأسيس “مؤسسة الدكتور عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات” في سياق جهود النهوض بالإنتاج الفكري وتحديد الثقافة السياسية، وذلك من خلال العمل على مواكبة وإثراء النقاش السياسي والفكري الوطني، طبقا للمقتضيات الدستورية التي أناطت بالأحزاب السياسية مهمة التأطير.
من جهته، استعرض الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، السيد سعد الدين العثماني، جانبا من سيرة الدكتور عبد الكريم الخطيب ونضالاته التحررية ومساهماته السياسية، وطنيا وإقليميا ودوليا، مؤكدا أن تأسيس مؤسسة باسمه ما هو إلا تقدير لهذه الشخصية الوطنية الفذة وإيلائها الاهتمام والعناية اللذين يليقان بها.
وأبرز السيد العثماني، أن إحداث هذه المؤسسة، بتنسيق مع أسرته وثلة من رفاقه وأصدقائه، يأتي لإغناء الساحة السياسية وتوفير الكفاءات الحزبية القادرة على تدبير الشأن العمومي باقتدار وقيادة المشاريع الإصلاحية، خدمة لمصلحة الوطن والمواطنين.
وتتمثل أهداف المؤسسة في الإسناد الفكري والعلمي للمشروع الإصلاحي للحزب، من خلال تحديد أطره المعرفية والمفاهيمية وتطوير منهجيته في التحليل السياسي، وتنمية قدرات الفاعل السياسي على متابعة راهن ومستجدات التداول الفكري والسياسي.
ولهذا الغرض، فإن عمل المؤسسة سيتوزع على ثلاث مستويات تشمل العمل الفكري والثقافي، العمل البحثي والعلمي، وتثمين تراث الدكتور عبد الكريم الخطيب.
وفي هذا السياق، سيتوجه عمل المؤسسة على هذا الصعيد إلى إنجاز مجموعة من المهام العلمية والوظائف البحثية، والتي تمكن قيادات الحزب وأعضائه من فهم أعمق لتحولات الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي، واستشراف تطوراتها ومآلاتها، فضلا عن الاشتغال على قضايا وموضوعات السياسات العمومية بالتتبع والتقييم والاقتراح.
وستولي المؤسسة اهتماما بسيرة الدكتور عبد الكريم الخطيب في المقاومة وجيش التحرير، ومساهماته السياسية الغنية قبل وبعد الاستقلال، وكذا مساندته الحركات التحرر الإفريقية، ومساندته للشعوب العربية والإسلامية، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.
وفي ختام الجمع التأسيسي، الذي تميز على الخصوص، بحضور عدد من أعضاء الحكومة وزعماء الأحزاب السياسية إلى جانب أفراد أسرة الفقيد وأصدقائه، تم تقديم البناء المؤسساتي للمؤسسة، والذي يضم بالخصوص، مجلس التوجيه برئاسة الأمين العام للحزب، وأعضاء المكتب التنفيذي ومنسقي البنيات الثقافية والبحثية والمدير التنفيذي للمؤسسة.