يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
روما – أكد سفير المغرب في إيطاليا ، السيد يوسف بلا ، على أهمية الإسهامات التي يمكن للجمعيات المغربية في الخارج تقديمها لإنجاح رهانات النموذج التنموي الجديد الذي أعلن عنه صاحب الجلالة وعين لجنة خاصة لإعداده.
وأضاف السفير المغربي، في كلمة له خلال لقاء تواصلي عقده أمس الخميس بمدينة بولونيا (شمال) ، مع الجمعيات المغربية بهذه المدينة، أن اسهامات هذه الجمعيات لإنجاح رهانات النموذج التنموي الجديد ” مهمة خاصة وأن هذه الجمعيات تزخر بكفاءات مشهود لها بالعطاء في مجالات شتى اكتسبت تجربة وخبرة ولها احتكاك بالتجارب التنموية الأخرى سواء على المستوى المحلي او الوطني”.
وأبرز أن اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي تظل منفتحة على اقتراحات وتصورات الجمعيات المغربية في هذا الشأن.
وأعرب عن القناعة التي تحذو البعثة الدبلوماسية وكذا المراكز القنصلية المغربية في إيطاليا في إبرام شراكات واعدة مع جمعيات المجتمع المدني لتنفيذ المشاريع التي تهم مصالح الجالية ولتعزيز التعاون الثنائي محليا وعلى الصعيد الوطني.
ودعا السيد بلا الفاعلين الجمعويين في إيطاليا إلى التفكير في ميكانيزمات التنسيق الفعالة بينهم وبين هذه البعثة والمراكز القنصلية لتفادي تشتيت جهودهم ، وإلى التكلم بصوت واحد في القضايا الحيوية التي تهم الجالية والوطن.
وشدد على ضرورة تفاعل الجمعيات المغربية بإيجابية مع محيطها والمبادرة بتنظيم ندوات ولقاءات تستدعى لها النخب السياسية والإعلامية والثقافية في إيطاليا ، لأن مثل هذا التفاعل يدخل في صميم عمل مكونات المجتمع المدني.
وأشار إلى الدور الذي يضطلع به الفاعلون الجمعويون في إنعاش الحركية الاقتصادية والتجارية بين المغرب وإيطاليا من خلال تشجيع الاستثمارات المنتجة، مضيفا أنه ، وفي هذا الصدد، تم في إطار أجندة هذه البعثة ، إدراج تنظيم يوم تواصلي بشراكة مع الجمعيات الفاعلة في هذا المجال، يخصص أساسا لأفراد الجالية المغربية التي تدير مؤسسات مقاولاتية أو تنشط في مجال التجارة.
وبخصوص جودة الخدمات الادارية المقدمة من طرف المراكز القنصلية، سجل السفير أن توجيهات صدرت من أجل تجويد هذه المراكز بتنسيق مع المؤسسات المغربية المعنية، وقال إن هناك عمل حثيث للسعي لتقريب الخدمات من المواطن من خلال تكثيف تنظيم القنصليات المتنقلة في أفق فتح قنصلية أو قنصليتين قارتين في المناطق التي لا تتمتع بتغطية قنصلية، ومن خلال تبسيط المساطر الإدارية والاتجاه نحو رقمنة الخدمات الإدارية.
وتطرق السيد بلا إلى صعوبات العيش والإقامة التي تواجهها الجالية المغربية في إيطاليا، والتي تقتضي” إلى جانب عملنا المؤسساتي، مساهمة الجمعيات بكثير من الحرص ونكران الذات في تتبعها”، وفي إيجاد صيغ لتجاوزها من خلال مقترحاتها وتصوراتها حول مشاكل الحماية الاجتماعية والأحوال الشخصية، ومشاكل القاصرين غير المرافقين أو المنزوعين من حاضنتهم الأسرية، مشيرا إلى أن السفارة تسعى في هذا الصدد لإيجاد الأطر القانونية لتسوية هذه المشكلات.
كما أشار إلى وضعية السجناء المغاربة داخل المؤسسات السجنية ، ومسألة تدريس اللغة العربية الذي يعد من الملفات التي تطرح بحدة في كل مناسبة ، مؤكدا في هذا الصدد أن هذه البعثة بصدد العمل على إيجاد الاليات الملائمة للاستجابة لهذا المطلب الملح من خلال اشراك الجمعيات الفاعلة في هذا الميدان.
وشدد السفير المغربي كذلك على مسألة التأطير الديني الذي تتكفل به مجموعة من المراكز الإسلامية، مذكرا في هذا الصدد بأهمية العمل التأطيري الذي يمكن أن تقوم به هذه المراكز “في احترام تام للمساطر القانونية المعتمدة بهذا البلد الصديق، من أجل تمتين الروابط الروحية لمغاربة إيطاليا مع بلدهم وحماية أبنائهم من جميع أشكال الانحرافات”.