الملك محمد السادس يوجه خطابا إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال49 للمسيرة الخضراء
أكورا بريس- القدس العربي
بقلم :مريم بوزيد سبابو
ما زالت موجة الغلاء الحارة تثقل كواهل البسطاء. غلاء البطاطا، الطبق اليومي، الذي يلازم موائد الجزائريين، منذ اليوم الأول من شهر رمضان والأسعار ترتفع بجنون، إذ تراوح ثمن الكيلوغرام بين 80 و 100 دينار.
وحال المواطن مع الطماطم، أسوأ، التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تختزل الحكاية. حيث أصبحت كالدواء وأطلقوا عليها إسم «توماتيسين» و «جرعة واحدة بالشهر». نكتة مضحكة مبكية!
هذا الارتفاع في الأسعار غير مسبوق. فقد نشرت جمعية حماية المستهلك على صفحتها الرسمية على الفيسبوك صورة للبطاطا وأسعارها المرتفعة وعلقت على الظاهرة بـ»ماشي أنا» (لست أنا). «ماشي أنت» (لست أنت). «شكون مّالا» (من إذن؟).
وفوق السعر كتبت عبارة «الله غالب ماشي حنا» (الله غالب لسنا نحن). فعوض أن تنخفض الأسعار تدريجيا بعد جشع التجار في الأيام الأولى، إلا أنها تزداد ارتفاعا. ولا أحد يتحمل المسؤولية.
وقد يأتي مسؤول ليصرح بأن الإرتفاع في الأسواق العالمية؟ كذلك نشرت جمعية المستهلك صورة حاوية قمامة مليئة بفاكهة الفراولة معلقة على الأمر: «في كل دول العالم أسعار الخضر تختلف بين الصباح والمساء وأحيانا يقوم التاجر بتخفيض السعر في الفترة المسائية لكي يتجنب هدر بضاعته، إلا في الجزائر فالتاجر لا يغير السعر وهو مستعد لرمي بضاعته مع لافتة التسعيرة! من الذي استفاد في مثل هذه الحالات؟ فعلا بدون تعليق!
وقد وصل سعر الفراولة إلى 400 دينار جزائري، رغم مواصلة الحراك، لكن الصمت يلف المصير الجزائري، هل فعلا الأمور تتغير، وفي أي اتجاه. يبدو أنها نحو الأسفل؟
الأوضاع عامة تزداد سوءا. فبعد أزمة الزيت التي أخذت تتلاشى شيئا فشيئا بعدما زاد ثمنها، ظهرت طوابير الحليب الطويلة المزدحمة بالرجال والنساء والأطفال. صورة فيها الكثير من المأساة والمعاناة في تضييع الوقت وهدر طاقة الصائمين وضياع كرامة الإنسان، لأن كيس الحليب ما زال الوحيد الذي لم يتضاعف سعره والمادة التي يكثر استهلاكها في رمضان.
الوضع الثقافي والفني أيضا لم يسلم من الفوضى والجدل والاستياء لدى العاملين في هذا القطاع. والتهميش الذي يعانيه أكثريتهم، والتعسف الذي يلاقيه بعض البرامج وما زال حادثة إيقاف عرض مسرحية «ذاكرة كلثوم» في المسرح الوطني الجزائري لم تبرد، إذ أسدل الستار على الممثلين وهم على الركح دون استشارتهم ودون إعلام مدير المسرح ولا المدير الفني، كما صرحت بالواقعة المخرجة تونس آيت علي بعد أن نشرت الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن وزيرة الثقافة التي كانت ستحضر العرض تأخرت عن موعدها. وفي النهاية لم تتحمل الوزارة تبعات ما حدث فاعتبر في البداية خلل تقني، وبسبب انفجار مخرجة العمل وبعض الفنانين المشاركين، صرحت الوزيرة بعدها أنها لن تسمح بمثل هذه التصرفات.
وتم تنحية مديرة المهرجانات في وزارتها ( الدكتورة جميلة زقاي) التي أقدمت على هذا الفعل والتي طلب منها الاعتذار للفنانين فلم تعتذر! فمثلما لا أحد يتحمل مسؤولية ارتفاع الأسعار، لا أحد يتحمل مسؤولية تدهور الوضع الثقافي. وبعد هذه الحادثة طالبت آيت علي في تصريح لجريدة المساء «بقانون يحمي الفنان، حتى لا تتكرر الحادثة».
برامج رمضان: القص واللصق
بعد الجدل الذي خلفه غياب الممثل القدير صالح أوقروت من سلسلة «عاشور العاشر» في موسمها الثالث، وبعد رهانات البعض على فشل السلسلة. هناك من بقي متشبثا برأيه بعد مشاهدة الحلقات الأولى، مع الفنان حكيم زلوم، الذي أخذ دور «صالح أوقروت». وهناك من قال بضرورة عدم الإسراع في الحكم على العمل وهو في حلقاته الأولى.
لكن في عرض الحلقة الثانية من السلسلة على القناة التلفزيونية العمومية تعرضت للقص، وهذا ما بدا واضحا بسبب قصر مدة هذه الحلقة، حسب تصريحات ممثلين من داخل العمل وهما «أحمد زيتوني» (الأمير لقمان) والممثل «مروان قروابي (الهواري) والتي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإعلامية،
فأحمد زيتوني عبر حسابه على الإنستغرام قال: «إن أحداث الحلقة الثانية التي بثها التلفزيون لاعلاقة لها بما تم تصويره. ووصف قص التلفزيون العمومي لمشاهد من الحلقة بالعار (كتبها بالانكليزية والعربية). كما نشر مروان قروابي «التلفزيون قص مشاهد كثيرة من الحلقة» وقال: «احترموا على الأقل جهد الناس، فالأحداث تجري في المملكة العاشورية وليس في الجزائر».
وتقول «الشروق أون لاين» إن : «مدير التلفزيون الجزائري أحمد بن صبان كان قد نفى في تصريحات سابقة أن يكون قد مارس أي نوع من الرقابة على السلسلة، مؤكدا أنها عمل فني ويضحك فيه الجمهور على أشياء نعرفها جميعا».
ويبدو أن من راهنوا على القطيعة وعدم مشاهدة العمل بعد «الإنسحاب القهري» لصالح أوقروت قد كسبوا الرهان، لأن هذا الأخير لو مثل حلقة واحدة، بل مشهدا واحدا أو بمجرد تحريك ملامح وجهه فإنه قادر على اضحاك الجزائريين دون تكلف.
وهذا لا ينقص من كفاءة الممثل «حكيم زلوم» لكن لكل مقام ودور ممثله الذي يتقمصه ويلبسه كجلده.
من خلال متابعات المشاهدين للدراما الرمضانية ومنها مسلسل»بنت البلاد» (يعرض على قناة لينا الخاصة) خرجوا ببعض الملاحظات على هذا المسلسل، مثل الإعلامية مريم بن قارة، حيث كتبت على صفحتها الرسمية على الفيسبوك أن المسلسل «أحد أنواع الصناعات المستنسخة، الكثير يعتبر أن العمل جزائري 100 في المئة من ناحية فريق العمل كإخراج وتمثيل وسيناريو، لكن من يخوضون في نقد الأعمال الدرامية يتجاهلون التوضيح أنه من ناحية الفكرة والقصة فهما تركيتان 100 في المئة مأخوذتان من المسلسل التركي «العروس الجديدة» إنتاج 2017 والذي تم دبلجته للغة العربية وحصد نجاحا عارما على مستوى العالم العربي، خاصة أن به الكثير من المغامرات الرومانسية العاطفية والكوميدية، والجديد أنه يقدم عادات وتقاليد إحدى فئات المجتمع التركي (التي ليست ببعيدة عن عادات وتقاليد سكان الجزائر). الشيء الذي ساعد على نجاحه أنه قدم للمشاهد العربي جانبا لا يعرفه عن المجتمع التركي المسلم.
وتضيف الصحفية أن كاتبة السيناريو، رغم أنها قامت بعملية إسقاط للفكرة والقصة على الواقع الجزائري، أي بما يتناسب ويميز سكان الشرق الجزائري من حيث الأعراف المعمول بها في الزواج والتقاليد المتوارثة واللهجة العامية. والسيناريست «مسعودي» نجحت في تنقيح لغة السيناريو من شوائب اللغة الفرنسية. والمسلسل في حلقته الأولى تعرض للحمة الجزائريين رغم اختلافاتهم الاثنية. وان الجزائر فعلا قارة وأريد استغلال هذا التنوع الثقافي.
هذه السياسة التي تختزل في استيراد الأفكار من مسلسلات أجنبية تحيلنا إلى حالة من التأسف على حال كتاب السيناريو وصناع الدراما في الجزائر الذين ينتهجون أسلوب عدم احترام حقوق التأليف وعدم الإشارة لأصل الفكرة، لكن تختم صاحبة هذه المتابعة النقدية كلامها أن مسلسل «بنت البلاد» بطولة عدد من الممثلين الشباب، منهم خريجو المسرح الجزائري، هؤلاء الشباب يملكون طاقة الإبداع والإبهار بتمثيلهم الذي ضرب مؤشر ريختر في الأداء المقنع» نقلا من الصفحة الرسمية للصحفية مريم بن قارة وهي إعلامية ومعدة برامج ورئيسة تحرير موقع «فلاش زومين».
العقلية الجزائرية وحرق التكريمات
بعد الجدل والسخط على مقدمة برنامج «قلية جزائرية» من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المؤثرين، جاء دور أهل الاختصاص من خريجي الإعلام، إذ لم يهضم هؤلاء، أن تحل محلهم «وردة شارلومنتي» في تقديم البرامج. فمن بين ردود الأفعال على «إقحام» من لا يكوين لهم ولا مستوى مهني في البرامج التلفزيونية، ما نشرته شابة من تجمع «صحافيات كل صبع بصنعة» على صفحتها على الفيسبوك تطلب من الإعلاميات أن يبدين رأيهن في «الظاهرة» التي طغت على الساحة الإعلامية، وهي أن الفنانين أصبحوا يمارسون مهنة الإعلامي وناس قرأت وتعبت وسافرت وتغربت وجاهدت والإعلامية سميرة مواقي مثال حي عندنا.
بالله عليكم هل هذا شيء عادي كل من هب ودب يمارس المهنة؟! وتواصل: «ويجي فنان من الملاهي يتهبل ويطلق الرداءة من 100 مليون وما فوق، أي إعلام هذا؟ وطلبت من المجموعة أن يكونوا يدا واحدة لقول كلمة الحق. وعلى خلفية دخول وردة شارلومنتي الإعلام من خلال سلسلة «عقلية جزائرية» تناقلت قنوات اليوتيوب تسجيل مقطع مؤثر للفنان الشاب «بومدين العربي» من مدينة تيارت وهو ممثل مسرحي وهاو للأفلام القصيرة، والذي تحصل على العديد من التكريمات (186 شهادة) ومتحصل على بطاقة فنان من وزارة الثقافة، بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجهه فلم يستدع لأي عمل رمضاني، بالرغم من موهبته التمثيلية وأنه من المؤثرين، إذ تصل مشاهدات مقاطعه على قناته في اليوتيوت إلى 6 ملايين، بينما تعطى الفرص لواحدة مثل وردة شارلومنتي؟!
حاول الاتصال بوالي ولاية تيارت فلم يتركوه يقابه. وحتى وزيرة الثقافة أراد مقابلتها، لكن ألف باب وباب حالت بينه وبين مقابلتها، ولأنها ليست الجزائر الجديدة، التي كان يتمناها أضرم النار ورمى بها أجزاء هامة من حياته المهنية والفنية وأملا. أحرق مسارا فنيا وموهبة تحطمت على محك الواقع الثقافي والفني المزري. فأين من يراقبون الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في وزارة الثقافة حتى يحدون من هذه الخسارة وهدر الطاقات الفنية والمسرحية… الرحمة.