داكار- نظمت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فرع السنغال، أمس السبت بدكار، الدورة الثالثة للمسابقة الوطنية السنغالية لحفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده بمشاركة 15 مرشحا.
واختارت لجنة التحكيم، المكونة من أعضاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فرع السنغال، 14 متأهلا للدور النهائي، القادمين من مختلف المراكز الدينية في البلاد، في ثلاث فروع ، تتمثل في الحفظ الكامل مع الترتيل برواية ورش (5 متأهلين)، الحفظ الكامل مع الترتيل بمختلف القراءات والروايات الأخرى من اختيار المترشح، (4 متأهلين)، وحفظ خمسة أحزاب على الأقل (5 متأهلين).
ويندرج تنظيم هذه المسابقة التي تجسد العناية السامية التي يوليها أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، للقرآن الكريم وأهله، في إطار توصيات المجلس الأعلى للمؤسسة المنعقد في دورته الثانية بفاس سنة 2018 م، إجراء مسابقة سنوية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده بين فروع المؤسسة.
وتروم هذه الجائزة، بالخصوص ، إلى ربط الناشئة والشباب الإفريقي المسلم بكتاب الله العزيز وتشجيعهم على حفظه وترتيله وتجويده.
وتم خلال حفل اختتام هذه المسابقة، التي أقيمت بمركز الدراسات والبحوث والتكوين الإسلامي بالعاصمة السنغالية، وتميزت بمنافسة قوية بين المرشحين الذين أثاروا إعجاب الجمهور، تسليم الجوائز على المرشحين الفائزين في مختلف فروع المسابقة وهم الشيخ إبراهيم باه، وشيخنا مبي، وباي مالك توري، الفائزين، على التوالي، في حفظ القرآن الكريم الكامل مع الترتيل الكامل برواية يختارها المترشح، والحفظ الكامل للقرآن الكريم مع الترتيل برواية ورش، وحفظ خمسة أحزاب.
وتسلم الفائزون الثلاثة جوائزهم من يدي سفير جلالة الملك في دكار، السيد حسن الناصري، بحضور أعضاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فرع السنغال، وجمهور غفير.
وأشاد سفير المملكة، في كلمة بهذه المناسبة، بالمبادرة النبيلة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تم إحداثها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، من خلال تنظيم هذه المسابقة التي تهدف إلى حفظ القرآن الكريم وتعزيز الروابط الوثيقة التي تجمع شعبي البلدين.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن “هذه المبادرة تشكل أيضا تكريما لأجدادنا الذين ارتبطوا بشكل وثيق عبر التاريخ بالكتاب المقدس للإسلام وسنة النبي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، كما تعد تتويجا للرسالة الربانية التي جمعت بيينا عبر العصور”.
كما أعرب السيد الناصري عن امتنانه لكل من اهتم بتنظيم هذا العمل النبيل والذي يتطلب، حسب قوله، جهودا كبيرة من حيث الإعداد والتنظيم، لا سيما أن هذا العمل يشمل جميع التراب الوطني السنغالي.
وأعرب أيضا عن شكره للسلطات المحلية والمركزية، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ماكي سال، على الدعم الذي قدموه لمبادرة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
من جهته، أكد النائب الثاني لرئيس المؤسسة، عبد القادر مباركي، خلال اللقاء، أن هذه المسابقة تندرج ضمن البرامج والأنشطة التي أطلقتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة من أجل تعزيز الرسالة الحضارية لجلالة الملك محمد السادس لصالح البشرية جمعاء.
وأكد أن هذه المسابقة، تهدف أيضا إلى تشجيع الأطفال والشباب على الاهتمام بالقرآن الكريم وحفظه، مشيرا في هذا السياق إلى المكانة المهمة التي يحظى بها القرآن الكريم لدى المسلمين.
من جهتهم، أعرب باقي الأعضاء في مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فرع السنغال، عن خالص شكرهم وامتنانهم للمؤسسة التي يرأسها جلالة الملك محمد السادس، على مبادرة تنظيم النسخة الثالثة من هذه المسابقة التي تهدف إلى الحفاظ على الكتاب المقدس للإسلام.
وتهدف المؤسسة، عبر الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، على الخصوص، إلى توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين بكل من المغرب وباقي الدول الإفريقية، للتعريف بقيم الإسلام السمحة ونشرها وترسيخها؛ وتوطيد العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب وباقي دول أفريقيا والعمل على تطويرها؛ والقيام بمبادرات في إطار كل ما من شأنه تفعيل قيم الدين السمحة في كل إصلاح تتوقف عليه عملية التنمية في إفريقيا.