يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
بتاريخ 02 نونبر 2013 وحوالي الساعة 22:45 أشعرت عناصر فرقة الشرطة القضائية التابعة لمنطقة أمن الحي الحسني من طرف قاعة المواصلات المحلية بضرورة الإنتقال إلى مستعجلات الحي الحسني من أجل معاينة جثة شخص تعرض لأعمال الضرب والجرح بالسلاح الأبيض وقد وافته المنية على إثرها.
وبعين المكان، تم إجراء معاينة على الجثة رفقة عناصر مسرح الجريمة ليتبين أنها لشاب يقطن بحي النسيم يعمل كبائع متجول، وأن الجثة تحمل ثلاث طعنات الأولى على مستوى الجهة اليسرى من الصدر والثانية على مستوى ساعده الأيسر فيما الجرح الثالث فكان على مستوى الفخذ من الخلف. كما وبإجراء تفتيش عليه وجدت بحوزته هاتفه النقال ومبلغ مالي يقدر ب 375 درهم، وبطاقة تعريفه ليتم حجز الكل لفائدة البحث.
وبعد الانتهاء من المعاينة فقد تم إنشاء فرق للبحث حيث توزعت الأدوار والمهمات في سبيل حل لغز تلك الجريمة، وعلى إثر ذلك فقد توصلت العناصر الأمنية إلى أن الهالك ليلتها وبعدما غادر مكان عمله حيث يعرض سلعته للبيع والتي هي عبارة عن مجموعة من القبعات الرياضية والأحزمة، غادر إلى حال سبيله، وفي الطريق مر بأرض خلاء كان يسلكها في كل مرة عند عودته إلى مسكنه وهي أرض مجاورة لمكان سقوط الهالك، ليتم الانتقال فيما بعد إلى مكان الحادث بحيث وبالاستعانة بتسجيل فيديو حصلت عليه عناصر الفرقة من إحدى المحلات المتواجدة بعين المكان، استطاعت هذه الأخيرة أن تتأكد من فرضيتها الأولى، بحيث تبين لها من خلال التسجيل أن الهالك فعلا كان قادما من الأرض الخلاء في آتجاه منزله، وقد كان ماسكا بيده صدره جهة اليسار كما أنه سقط بالقرب من المحل المذكور، دون أن ترصد كاميرا المحل تواجد أي شخص يشتبه في كونه من كان وراء جريمة القتل تلك.
وبموازاة مع البحث فقد توصلت الفرقة إلى معلومة أمنية مفادها أن الهالك كان يعرض مجموعة من القبعات الرياضية والأحزمة للبيع، والتي كان يحملها داخل حقيبة خضراء اللون، لتنطلق تحريات عناصر الفرقة في هذا الاتجاه، خصوصا وأن هذه العناصر تمكنت من استخلاص معلومة أخرى لا تدع مجالا للشك في كون أن الفاعل أو الفاعلين من قاطنة حي ليساسفة، لتبدأ عملية تمشيط واسعة النطاق مكنت من التوصل إلى أن شخصين من ذوي السوابق العدلية في السرقة كانا ليلتها في حالة سكر متقدمة، وأنهما كانا ليلتها يجوبان محيط تلك الأرض الخلاء مكان وقوع الجريمة، وقد اشتبهت فيهما العناصر الأمنية خصوصا وأنهما معروفان بسوابقهما في السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض وبالضرب والجرح وأن أحدها والذي يبلغ من العمر 17 سنة يضع قبعة تنطبق وتلك التي كان يبيعها الهالك. ليتم الإنتقال على الفور إلى مقر سكن هذا الأخير، فضربت العناصر الأمنية مراقبة وحراسة سرية عليه تكللتا بإلقاء القبض عليه، ليتم أيضا إجراء تفتيش داخل منزله تم العثور على إثره على حقيبة يدوية خضراء اللون تنطبق وتلك التي تخص الضحية ليتم تفتيشها على الفور وقد عثر بداخلها على 31 قبعة رياضية وحزامين ومدية من الحجم الكبير وأخرى متوسطة الحجم بها آثار بقع دم، ليتم حجز الكل لفائدة البحث واقتياد الموقوف الذي لم يجد بدا من الإعتراف كونه هو من كان من وراء جريمة القتل تلك إلى جانب زميل آخر له بعدما تمكنا من سرقة الهالك وتوجيه عدة ضربات بواسطة السلاح الأبيض له.
ومن أجل الاهتداء إلى الجاني الثاني الذي يبلغ من العمر 17 سنة وهو أيضا من ذوي السوابق العدلية، فقد تم الإنتقال إلى محطة أولاد زيان بإيعاز من الموقوف أولا، وقد تم التوصل إليه فعلا، كما تم حجز حقيبة كان يحملها ليتم العثور بداخلها على ما مجموعه 15 قبعة وحزام واحد ونعلين، فحجز الكل لفائدة البحث.
وبمقر الفرقة جرى إخضاع الموقوفين إلى تحقيق معمق، كما تم مواجهتهما بنتائج البحث إضافة إلى المحجوزات التي تم ضبطها معهم ليقر الاثنان بأمر اقترافهما لتلك الجريمة بغرض السرقة، بحيث ومن أجل سرقة حقيبة الهالك ليلتها فقد هددا هذا الأخير بالسلاح الأبيض غير أنه لم يستسلم لهما، فانهالا عليه بالضرب بالجرح وهو ما نتج عنه وفاته، ليستحوذا فيما بعد على الحقيبة ويغادرا إلى حال سبيلهما.
وتجدر الإشارة إلى أن البحث أيضا قاد إلى التعرف على مشارك ثالث لهما في عمليات سرقة سابقة، ليتم الإنتقال الفوري إلى مقر سكنه وإلقاء القبض عليه هو الآخر. بحيث جرى التحقيق معه وهو البالغ من العمر 22 سنة ومن ذوي السوابق ايضا في مجال السرقة، ليعترف هو الآخر بأمر آقترافه مجموعة من السرقات رفقة الموقوفين أولا، في حين لا علاقة له بأمر جريمة القتل كما أكد الموقوفان.
ليتم في نهاية البحث إخضاع الموقوفين أولا لتدابير المراقبة كونهما قاصرين، في حين أخضع الموقوف أخيرا لتدابير الحراسة النظرية إلى حين تقديم الكل إلى العدالة من أجل تكوين عصابة إجرامية والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض.