تدفقت جماهير الرجاء البيضاوي على مركب محمد الخامس، يوم الثلاثاء، منذ حوالي الساعة الثانية والنصف بعد الزوال للحصول على مكان داخل المدرجات وعدم تضييع فرصة تاريخية تتجلى في الاحتفال بالرجاء البيضاوي بعد تألقه خلال كأس العالم للأندية التي احتضنتها مراكش وأكادير خلال الشهر الجاري. احتفال كبير بفريق كبير، لكنه لم يخلو من بعض اللقطات التي أساءت لحدث يمكن اعتباره تاريخيا في تاريخ كرة القدم الوطنية.
غلظة قلب
وفي حدود الساعة الخامسة والنصف، امتلأت المدرجات وانطلقت الأغاني والشعارات التي تتغنى بإنجاز الرجاء، حيث تناوبت العديد من الفرق الفنية على المنصة التي تم وضعها قبالة “فريميجة”، المدرجات الخاصة بمشجعي فريق الوداد الرياضي. أما خارج الملعب، فقد عمّت الفوضى، حيث تم إغلاق البابين اللذان غالبا ما يخصصان لدخول الصحافة، فيما تم منع الصحفيين من ولوج الملعب عبر الباب الرئيسي، وهي العملية التي تزعمها عميد شرطة “غليظ القلب” تفنن في قمع العديد من الراغبين في الدخول إلى الملعب ببطاقة الصحافة وبطرق فظة، حيث علّق أحد الزملاء على هذا العميد وطريقة مخاطبته للمواطنين بكونه يشبه رجال الشرطة خلال “سنوات الرصاص”.
القفز على الحواجز
مع المنع الذي مارسه المسؤول المذكور خارج الملعب، كان يُخيّل للعديد من الصحفيين أن منصة الصحافة ستكون مملوءة عن آخرها، لكن المفاجأة كانت كبيرة، حيث كان يتواجد بها عدد قليل من الصحفيين فيما تواجد بها بعض الأطفال كانوا يقفزون بين الكراسي، ليبدو منذ الوهلة الأولى أن الأمور لا تبشر بالخير، وهو ما حدث فعلا حين اختلط الحابل بالنابل مع دخول الحافلة المكشوفة التي تقل لاعبي الرجاء، إذ صار الجميع يتدافعون يمينا وشمالا لأخذ صور وفيديوهات لاعبي الرجاء وهو يحتفلون مع الجماهير، مع الإشارة إلى أن المنظمين لم يكلفوا أنفسهم عناء غزالة بعض “الحواجز” من داخل المضمار الذي جابته الحافلة، مما جعل العديد من المصورين والمتطفلين يسقطون في لقطات أضحكت الجماهير الحاضرة.
العين اللاقطة ساخطة
بعد أن جابت الحافلة المكشوفة مسافة 800 متر، توقفت وسط الملعب لينزل اللاعبون وطاقم الفريق لأخذ صورة تذكارية فوق “البوديوم” الذي تم تخصيصه لهذا الغرض، لكن وبمجرد نزول اللاعبين تجمهر حولهم المشجعون والصحفيون والمصورون…مما أخر صعودهم للبوديوم وأثّر على سير الحفل. هذا التجاذب والفوضى التي عمت المساحة أمام المنصة جعلت الصحفيين ينزلون من المنصة المواجهة التي تم تخصيصها لهم لأخذ صور الفريق، وهنا تعالت أصوات الاستهجان من طرف بعض المصورين الذين لم يرق لهم ما حدث، حيث لم يتمكنوا من أخذ صور ذات جودة عالية، وهو ما جعل احدهم يقول “الله يعز الفيفا”، في إشارة إلى اشتغالهم بكل أريحية في مدينتي مراكش وأكادير نظرا للتنظيم المحكم.
وفي حدود الساعة الثامنة، لفظ ملعب محمد الخامس آخر الجماهير التي أتت للاحتفال بفريق الرجاء الرياضي، احتفال كرّس سيطرة عقلية الهواية والارتجال في تنظيم مثل هذه التظاهرات التي يختلط فيها الحابل بالنابل، لكن ولحسن الحظ لا تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، ليذهب المسؤولون إلى سبيل حالهم ولسان حالهم يقول “الحمد لله اللي خرجات القضية بسلام.”