يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
لا يختلف اثنان حول أن الزيارة الأخيرة للملك محمد السادس إلى الولايات المتحدة الأمريكية، نجحت في تحقيق الأهداف المسطرة لها. وهو النجاح الذي عكست مضامينه الصحافة الأمريكية، التي مازالت العديد من عناوينها تقدم القراءات التحليلية لأبعاد الزيارة، بعد أن تعرفت حقيقة على الأوضاع في المغرب في مختلف الميادين.
كبار كتاب الرأي وصحافيو مقالات التحليل في الجرائد والمجلات الوازنة والمؤثرة في الولايات المتحدة (واشنطن بوست، جيويش دايلي، فوربس مغازين…)، خلصوا في قراءاتهم الرصينة إلى أن المغرب يعد نموذجا يجب أن يحتذى به في العالمين العربي والإسلامي والقارة الإفريقية، وذلك بالنظر لما حققه من نتائج على الأرض بسلوكه مسار الحداثة ونهج طريق المصالحة وتقعيد الأسس الديمقراطية كخيار لارجعة فيه لتعميق بناء الدولة الحديثة المنتجة للقيم والثروة، والمنفتحة على محيطيها الجهوي والدولي.
ومن نقاط القوة في زيارة جلالة الملك لواشنطن، حسب مقالات الرأي في الصحافة الأمريكية، تمكن الرباط – بلغة الإقناع المسنودة بقوة الأدلة – من تبديد سوء الفهم وتوضيح الكثير من القضايا والأمور للمسؤولين الأمريكيين حول نزاع الصحراء والتورط الفاضح لدولة الجنرالات الجزائريين في شراء ذمم المنظمات الحقوقية بأموال النفط والغاز.
في هذا الجانب، تبرز مقالة تحليلية عميقة بقلم مايكل روبين وعنوانها “آن الأوان لإغلاق المخيمات”. وقد صدرت في العدد الحالي (دجنبر) للمجلة الشهرية الأمريكية الشهيرة “كومينتاري” التي أسست في العام 1945 كعنوان متخصص في مقالات الرأي لكتاب بارزين وباحثين كبار.
كاتب “آن الأوان لإغلاق المخيمات”، وهو خبير ومحلل سياسي سبق له أن عمل في البانتغون، بين مدى جرم واتساخ يدي عبد العزيز المراكشي (الزعيم الخالد للبوليساريو) بدماء الأبرياء المحتجزين قسرا في معسكرات القمع والاستبداد في تندوف برعاية شاملة من الدولة المضيفة، الجزائر.
المقالة التحليلية لمايكل روبين وقفت مليا، في هذا السياق، عند التواطؤ المفضوح لعبد العزيز المراكشي مع الإرهابيين والمهربين، وكيف يستغل معانات المحتجزين الذين يعيشون ظروفا مزرية من أجل الإغتناء الفاحش وخدمة الأجندة الجزائرية المتسمة بالحقد والضغينة على جارها المغربي الذي حقق ما عجز عنه محيطه العربي من إصلاحات وتقدم…
واضح، إذن، أن الزيارة الملكية للولايات المتحدة كانت مناسبة أيضا لتقتنع الصحافة الأمريكية بزيف أطروحة (تقرير المصير) التي يسوقها حكام الجزائر ودميتهم (البوليساريو) بشكل مغرض وخارج السياق، وبطلان كل الادعاءات التي تحاول من خلالها الآلة الإعلامية التي اشترى جنرالات الجزائر ذمتها، إخفاء الوجه القبيح لجبهة (البوليساريو) الخبيرة بممارستها القمعية للمغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف.
في المحصلة، خلصت تحاليل الصحافة الأمريكية – وآخرها ما كتبه مايكل روبين- إلى أن مخيمات تندوف الواقعة فوق التراب الجزائري، وعلى مدار أربعة عقود، أصبحت مرجعا فريدا في مجال الانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق الإنسان، ونموذجا متفردا في قمع المحتجزين وحرمانهم من التعبير عن اختياراتهم الوحدوية في إطار السيادة المغربية، وهي الاختيارات المناقضة تماما ل”قيادة” جبهة عبد العزيز المراكشي الذي لايتحرك إلا عندما تشغل الآلة العسكرية الجزائرية جهاز التحكم لضبط تحركات (البوليساريو) خارج مخيمات معزولة عن العالم الحقيقي