انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية
تجاوب جلالة الملك محمد السادس بشكل قوي مع مطالب سكان الريف، بإعطاء تعليماته السامية لإنجاز مجموعة من المشاريع المهمة جدا، من قبيل: الطريق السريع الذي يربط إقليمي الحسيمة وتازة عبر تيزي وسلي وأكنول؛ كما أشرف حفظه الله على تدشين أول نواة جامعية بخليج النكور تتكون من المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية وكلية العلوم والتقنيات، في أفق أن تتوسع و تعزز بشعب ومسالك أخرى. كما أنجز جلالته مستشفى جديد بتارجيست عاصمة صنهاجة، وقدمت لملك البلاد أثناء زياراته المتكررة للحسيمة مشاريع سياحية كبرى: كلايريس وسوانيتا على شواطئ بني بوفراح والسواني. لكن وللأسف الشديد، فإن الحكومة الحالية، عبر بعض وزرائها، ما تزال تتعمد المماطلة والإهمال، بل وأحيانا ـ وهنا مكمن الخطر- تعبر بكل صراحة عن عدم رضاها عن هذه المشاريع.
وهكذا، أصبح الطريق السريع الذي أكدوا لجلالته على أن أشغاله ستنتهي سنة 2015، غارقا في دراسات خيالية غير منتهية من طرف الوزارة المعنية . كما أن أموال ميزانية التجهيز توظف في بناء طرق ومسالك أخرى خارج منطقة الريف تعد في نظرهم ذات أولوية مقارنة بالطريق السريع. ويبقى أملنا الوحيد في الحكومة المقبلة بأن تعمل على إنهاء أشغاله سنة 2018 على الأقل.
أما فيما يخص النواة الجامعية، فقد تم تقليص عدد الطلبة، كما عملت الوزارة الوصية حاليا على قطاع التعليم العالي والتكوين والبحث العلمي على الاستخفاف والتقليل من أهمية الاتفاقية المبرمة مع الحكومة السابقة من أجل بناء مدرج جديد يعزز الدور العلمي للمدرسة والكلية، إضافة إلى حذف الدبلوم الجامعي للتكنولوجيا تخصص التدبير السياحي، بسبب عدم توفر الاعتمادات كما يحلو للوزارة المعنية أن تبرر، هذا في الوقت الذي كنا ننتظر فيه الوعود الممنوحة فيما يتعلق بخلق شعب أخرى إضافية.
ومن جهة أخرى، فقد تم أيضا إلغاء مشروع كلايريس السياحي دون أن تهيئ الحكومة بديلا له.
وإذن، فالأمثلة مختلفة ومتعددة، تدل بدون أدنى شك على أن الحكومة الحالية تنتقم من ساكنة الريف وتعاقبها على ولائها لجلالة الملك، ولعدم تصويت الريفيين على الحزب الأغلبي في الانتخابات الأخيرة، خاصة بأقاليم: الدريوش، تازة، الحسيمة، تاونات وجرسيف، وإلا فكيف نفسر تصريحات بعض الوزراء بأن هناك تسرعا وضغوطات من أجل تنفيذ هذه المشاريع التي يرونها غير ذات جدوى أو أهمية تذكر؟
والحال، أنهم يريدون الدفع بالريف، مرة أخرى، للاحتجاج على هذه الأوضاع ونسف المسلسل الحقوقي المنبثق عن الفلسفة الحقوقية لهيئة الإنصاف والمصالحة بشأن المصالحة مع منطقة الريف؛ وذلك بهدف إضعاف الريف والدولة والاستيلاء عليهما معا. لكن على المعنيين أن يفهموا ويدركوا جيدا أن أرواح شهدائنا وصلحائنا من خلال ما قدموه من تضحيات جسيمة لفائدة هذا الوطن العزيز، لن تذهب أدراج الرياح، وستقف بالمرصاد في وجه مخططاتهم التي يبدو أنها لا تخدم مصلحة أبناء الريف البررة.
وفي الأخير، نهمس في آذان الذين في نفوسهم مرض عرقلة إنجاح أي مشروع تنموي بمنطقتنا، بل نقول لهم بكل ما ملكت حناجرنا من صوت عال: اتقوا الله في الريفيين.. فلن ينجح كيد الكائدين.