يومية بريطانية تسلط الضوء على المؤهلات التي تجعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى في إفريقيا
يومان استغرقتهما الدورة الـ 16 لخميس الإعلام للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في زيارة لإقليم ميدلت، وقف من خلالها أعضاء المبادرة رفقة الوفد الصحفي المرافق وعامل الإقليم “علي خليل”، على مجموع المشاريع المنجزة أو التي في طور الإنجاز، بدعم مالي من المبادرة، شملت مشاريع لفك العزلة عن المناطق النائية، ومشاريع ذات طبيعة اجتماعية، تربوية، اقتصادية وترفيهية.
ففي إقليم يضم 29 جماعة، 27 منها قروية و 2 حضرية، بلغ عدد الجماعات المستهدفة الــ 20، في إطار محاربة عملية محاربة الفقر، أما المشاريع المدعمة من قبل المبادرة، فقد عرفت تطورا ملفتا، على مستوى حصيلة المرحلة الأولى (2005 – 2009) مثلا، فقد بلغ مجموع عدد المشاريع 325 مشروعا، 2005 تم تنفيذ 5 مشاريع، 83 في 2006، 46 في 2007، 97 في 2008 ثم 94 في 2009، وهو التطور الذي دفع بالساكنة إلى المطالبة بالمزيد.
كرماعي: الثقة وكرامة المواطن هدفا المبادرة
اعتبرت “نديرة كرماعي” العامل المنسقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أن عامل الثقة وحفظ كرامة المواطن المغربي هما القاعدة التي تعتمدها المبادرة في تنفيذ مشاريع حسب متطلبات المواطن، وهي الحاجيات التي رأت “كرماعي” أنها تختلف من منطقة إلى أخرى حسب الطبيعة الاجتماعية والاقتصادية للساكنة، مشيرة في ذات الوقت، إلى أن نجاح عمل المبادرة هو العامل الأساسي الذي يدفع ساكنة مختلف المناطق النائية إلى المطالبة بالمزيد، منبهة كذلك، إلى أن المبادرة لم تأت لتعويض عمل الحكومة لكن طبيعة المشاريع المقدمة من قبل هيئات المجتمع المدني أو التعاونيات تفرض العمل التشاركي عبر اتفاقيات مع مختلف القطاعات لخلق أهداف المبادرة.
فك العزلة عبر تهيئة الطرقات يفتح الشهية أمام الساكنة والصحة في المقدمة
دوار إنمل من الدواوير التي كانت تعيش عزلة حقيقية خلال فصل الشتاء من كل سنة، حيث عرف الدوار تسجيل عدة حالات وفاة في صفوف الحوامل، فكان الطريق القديم الرابط بين الطريق الوطنية رقم 13 والدوار عبر جبلين يشكل تهديدا إنسانيا للساكنة، فالتوجه من ميدلت نحو دوار إنمل، أو العكس، خلال تساقط الأمطار أو الثلوج يصبح مستحيلا، هذا وكلفت تهيئة الطريق مبلغ 1.060.000.00 درهم، وهو مبلغ مناسب حسب عامل الإقليم “علي خليل” لتنفيذ مشروع فك العزلة عن الدوار الذي كانت تعتبره الساكنة حُلما.
أما باقي المشاريع المرتبطة بالطرقات، والتي بلغت ميزانيتها 7.560000.00 درهم، وهي تكلفة تهيئة وبناء 3 طرق تربط على التوالي: بين دواري برم وفليلو، وبين ميدلت ودواري برم وفليلو، وبين قصر عثمان أموسى ودواري كروان وبوزملا.
مشاريع تهيئة الطرق، إذن وبالرغم من أهميتها، ومن المبالغ المالية التي رصدت لها، فلن تحل مشاكل عميقة ومختلفة تعاني منها الساكنة، فليست سوى مدخلا لمطالب مختلفة، تأتي الصحة في مقدمتها، فالساكنة بهذه المناطق توحدت حول الرفع من سقف المشاريع، وتقديم الأولويات، فما الفائدة من تهيئة الطرق إن لم يتوفر الدوار على سيارة إسعاف تساعد المرأة الحامل على الانتقال إلى مستشفى ميدلت للولادة لإنقاذها من احتمال الوفاة؟ تقول إحدى السيدات بدوار إنمل.
مطلب سيارة إسعاف مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية هو المطلب الذي بالإمكان تحقيقه، في ظل أزمة قطاع الصحة التي يعرفها المغرب، بل إن بناء مستوصف أمر مقدور عليه، لكن الأصعب هو إمكانية توفر طاقم طبي يستطيع البقاء بشكل دائم بالدوار، في ظل الخصاص الذي يعرفه القطاع على مستوى الموارد البشرية.