بالصور: تفاصيل احتفاء أسرة الأمن الوطني بأبنائها المتفوقين دراسيا ورياضيا وفنيا
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد أعلنت في وقت سابق عن تحديد هوية مرتكب جريمة قتل احد الضحيتين، لكن ذلك لم يمنع أعيان ميزابيين من المطالبة بتدخل الجيش لوضع حد لهذا التصعيد.
وقد اندلعت المواجهات المميتة الجديدة بين الميزابيين والشعانبة العرب بعد صلاة الجمعة ببلدة بريان (45 كلم قرب مدينة غرداية) كاستمرار للنزاع بين الطائفتين منذ دجنبر الماضي.
ففي هذه البلدة، قتل شاب (22 عاما) مساء أمس الجمعة بعد رشقه بطلقات من بندقية صيد، أصابت، أيضا، أربعة من زملائه بجروح بليغة.
وحسب وكالة الأنباء الجزائرية (واج) التي تحدثت عن “أعمال عنف غير مسبوقة”، فإن عددا من مناطق غرداية كانت مسرحا لأحداث نهب وتخريب وحرق، مع سقوط نحو مائة جريح منذ تجدد هذه المواجهات الاثنين الماضي.
وفي مدينة غرداية التي تعد عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته، قتل شخص في الثلاثينيات من عمره صباح السبت، في هذه المواجهات التي خلفت حالة من الذعر والهلع بين الساكنة المحلية، رغم الانتشار الكثيف لقوات الأمن.
ويأتي تفجر هذه المواجهات الجديدة، أمس، ساعات بعد زيارة قام بها للمنطقة المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل شدد خلالها على أن “الإجراءات المتخذة في التعامل مع الجرائم خلال الأحداث الأخيرة كان لها الأثر الإيجابي في تعزيز الشعور بالأمان، لاسيما بعد ملاحقة وضبط أغلبية مرتكبي جرائم القتل التي شهدتها الولاية في قطاع الاختصاص وتقديم العشرات من مرتكبي أعمال الشغب والتخريب أمام الجهات القضائية المختصة“.
وردا على هذه الأحداث، أفادت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان لها اليوم بأن الشرطة حددت هوية مرتكب جريمة قتل الضحية في بريان، مؤكدة أن المشتبه فيه تم إيقافه، وستتم إحالته أمام الجهات القضائية المختصة.
وفي الجزائر العاصمة، تجمع مئات الميزابيين الغاضبين بعضهم كان يرتدي أزياء تقليدية، أمام دار الصحافة كما أظهرت صور فيديو بثت على اليوتوب للتنديد ب”القصور” في مواجهة “جرائم القتل” في منطقتهم.
وبغرض إيجاد “حل نهائي وجذري” لهذه الوضعية، وجه أعيان ميزابيين إباضيين بغرداية نداء عممته شبكات التواصل الاجتماعي يدعون فيه قوات الجيش إلى إيفاد قوات خاصة للمنطقة ل”قطع دابر الفتنة”، وكذا لإقامة مستشفيات ميدانية لعلاج الحرجى “الذين ليس بمقدورهم التوجه إلى المستشفيات العمومية“.
ولم تثن الدعوات المتكررة التي يصدرها مختلف الفاعلين والتنقلات العديدة لسامي المسؤولين في الدولة، عن مواصلة العنف وتطبيع الوضع في غرداية التي تعرف مواجهات متكررة بين ميزابيين (أمازيغ موالين للتيار الإباضي) وعرب الشعابنة (مالكيون).
وخلفت هذه المواجهات منذ اندلاعها ولغاية الآن عشرة قتلى وعشرات الجرحى، فضلا عن خسائر مادية جسيمة بفعل أعمال التخريب والحرق التي طالت العديد من المحلات السكنية والتجارية والسيارات.
وكان ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم ، في النصف الأول من مارس الماضي، إثر مواجهات اندلعت بين شباب الطائفتين، بعد أن أصيبوا بأدوات حديدية على مستوى الرأس، ليخرج حينها وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز بتصريح اتهم فيه أطرافا “داخل البلاد” تبحث عن “الدفع نحو تأزيم الوضع”، معتبرا أن أعمال العنف هاته “ليس دليلا على فشل المبادرة وخطوات الحكومة“.
وقد أعربت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في وقت سابق عن أسفها لكون السلطات الأمنية والسياسية في البلاد “لا تتحكم في الوضع” بغرداية، مضيفة في بيان “والأنكى أننا نستشعر تأزيم الأمور كلما كان هناك تدخل” لهذه السلطات “لغياب الصرامة والحياد” لتسوية الوضع في المنطقة“.