ذكرى ميلاد الأميرة للاحسناء: مناسبة لإبراز انخراط سموها الموصول في قضايا المحافظة على البيئة
قال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عبد العزيز بن عثمان التويجري، اليوم الجمعة بالرباط،
إن المغرب “البلد العريق في تاريخه والأصيل في حضارته”، أصبح اليوم ملتقى دوليا للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، وملاذا للوفاق والوئام والتعايش والتسامح بين الأمم والشعوب.
وأضاف السيد التويجري في افتتاح الاجتماع السنوي ال25 لمنتدى كرانز مونتانا، الذي انطلقت أشغاله صباح اليوم في مقر الإيسيسكو بالرباط، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، أن العالم يتطلع اليوم إلى مبادرات سلمية وإنمائية إنسانية فعالة، لدعم الحوار على مختلف المستويات، بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات وإلى إعادة التوازن إلى العلاقات الدولية، وتسوية النزاعات الناشبة في عدة مناطق من العالم تسويةً سليمة وعادلة، ومعالجة المشكلات التنموية التي تعرقل مسيرة الشعوب نحو التقدم والنماء والبناء.
وأوضح أن الاجتماع الفضي السنوي لمنتدى كرانز مونتانا الدولي، ينعقد في ظروف تتفاقم فيها المخاطر التي تهدد السلام العالمي، نتيجة للصراعات الإقليمية والأزمات الدولية التي تصاعدت وتيرتها في ظل انتهاك القانون الدولي، وإهدار حقوق الإنسان، وتنامي موجات العنصرية والكراهية والتعصب، وانتشار تيارات العنف والتطرف والإرهاب، مع تدني مستويات العيش الكريم لدى شعوب عديدة، تعاني من الفقر والهشاشة، ومن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما ينعكس بصورة سلبية، على استقرار المجتمعات الإنسانية، وعلى الحياة في ظل الأمن والسلم والعدالة الاجتماعية والحرية والحكم الرشيد.
وأشار إلى أن الأهداف الإنسانية التي يعمل منتدى كرانز مونتانا على تحقيقها تتمثل في تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، ونشر ثقافة العدل والسلام وقيم التفاهم والتسامح، والتشجيع على دعم التنمية الشاملة المستدامة في دول الجنوب.
وأبرز أن ” هذه الأهداف النبيلة نفسها هي التي تنطوي عليها الرسالة الحضارية للإيسيسكو التي تعبر، كما وصفها جلالة المغفور له الحسن الثاني، عن الضمير الثقافي للعالم الإسلامي”.
وأضاف أن المنظمة تعمل انطلاقا من هذه الأهداف والمبادئ، على تفعيل المشروع الحضاري للعالم الإسلامي، الذي يقوم على النهوض بالمجالات الحيوية التي تدخل ضمن اختصاصاتها، والذي ينفتح على آفاق العصر، ليقدم للعالم الرؤية الإسلاميةَ الوسطية المعتدلة، إلى القضايا الإنسانية التي تندرج في نطاق اهتماماتها.
وأكد السيد التويجري أن الإيسيسكو تسير على هذا النهج، مستلهمةً قيم الحضارة الإسلامية لتعزيز جهود الأسرة الدولية الرامية إلى نشر ثقافة الحوار الهادف إلى إقرار السلام العالمي، وإلى العمل من أجل تعزيز القيم الإنسانية الرفيعة، والتمكين للمبادئ الإنسانية السامية، معربا عن شكره لجلالة الملك محمد السادس، على رعايته لهذا المنتدى الدولي، وعلى الدعم والمساندة اللذين تلقاهما الإيسيسكو من جلالته، ومن الحكومة المغربية، لتواصل أداء رسالتها الحضارية الإنسانية.
وذكر بأن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بادرت إلى تعيين السيد جان بول كارترون، مؤسس ورئيس منتدى كرانز مونتانا، سفيرا للإيسيسكو للحوار بين الثقافات ضمن سفراء الإيسيسكو المكلفين بهذه الرسالة.
ومن جانبه، قال جان بول كارترون رئيس منتدى كرانز مونتانا، الذي يعتبر أرضية عالمية لتشجيع التعاون الدولي والحوار والنمو والاستقرار والسلم والأمن في العالم، إن المنتدى يعتز بتخليد الذكرى الفضية لتأسيسه في المغرب ” البلد الذي يرسم الطريق بقيادة ملك متبصر في منطقة تسير بصورة سيئة”.
وأبرز أنه يكن “احتراما لهذا البلد الكبير الذي، وفي خضم الأزمات، يفتح أبوابه للمستقبل”، وذلك بفضل جهود جلالة الملك محمد السادس “المؤتمن المتبصر” على التقاليد والقيم العريقة للمملكة، والذي يجعل العنصر البشري في صلب اهتماماته.
وأضاف ” نلاحظ ذلك اليوم مقارنة بإفريقيا، ملك ذو رؤية متبصرة يحقق اليوم تقدما وتنمية واحتراما للفرد في صميم التصور المغربي” مؤكدا أن “المغرب يرسم الطريق في مختلف مجالات الأمن والسلم والجهود التي تهم التنمية والمرأة والشباب والمساواة بين الجنسين”.
واعتبر رئيس المنتدى الذي خلص بعد 25 سنة من الأنشطة إلى نتيجة غير سارة مفادها ” استنفاذ وافتقار النقاش السياسي على المستوى العالمي، الذي يفترض أن يكون أساسا للديمقراطية، في سياق ندرة الكفاءات، أن المجتمع، في جو هادئ، يتطور بشكل إيجابي “، ليخلص إلى القول بأن دول الشمال ” التي ادعت لمدة طويلة إظهار الطريق للجنوب لم تعد لديها الشرعية لفعل ذلك “.
وتميزت الجلسة الافتتاحية برسالة ملكية سامية وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في هذا المنتدى، تلاها وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار.
ويشارك في هذا اللقاء، عدد من رؤساء الدول والحكومات والوزراء ورؤساء المنظمات الدولية وخبراء اقتصاديين ورجال أعمال من دول عديدة، وذلك لاستكشاف أسواق واعدة جديدة وخصوصا بإفريقيا.