بعد شريط “كازانيغرا” المثير للجدل، يعود نور الدين لخماري إلى الساحة السينمائية بشريط “الزيرو”، الذي أثار بدوره الجدل ، ذلك أن نور الدين لخماري بقي وفيا للسينما السوداء التي تعكس الواقع البيضاوي بكل تجلياته موظفة، كما رأيناه في “كازانيغرا” لغة الشارع الكازاوي. فيما يلي حوار مع مخرج قادم بقوة.
قمت بتصوير “كازانيغرا” و”الزيرو” بالدار البيضاء، فهل ستحتضن الدار البيضاء العمل القادم؟
لا بل سأتوجه إلى مدن أخرى مثل طنجة وفاس ووجدة وبركان كما أنني أنوي التصوير بجنوب المملكة. أؤمن أن القصّة هي التي تفرض وجودها، وهذا لا يعني أنني أصوّر أفلامي بالدار البيضاء لأنني أعيش بها، بل إن كل منطقة تفرض عليك نفسها، لذا أفكر في تصوير فيلمي القادم بمدينة طنجة، لأنها تستحق شريطا جميلا من شأنه أن يبقى في تاريخ السينما، فهي مدينة جميلة جدا وذات معمار رائع.
نلاحظ أن العديد من الأفلام الجديد صارت توظّف لغة الشارع، هل تعتبر نفسك من بين المؤسسين لهذا التوجه في السينما المغربية؟
أنا أفكر في شيء واحد هو هل خدم الحوار الذي وظّفته قصة الفيلم أم لا، وهنا أشير إلى أن أشرطة مثل “علي زاوا” و”ماروك” قد فتحت لنا الباب، لذا يجب علينا أن نفتح أبوابا أخرى. أنا لا أحتقر لغة الشارع لأنها لغة شعرية، كما أنها ليست لغة سوقية بقدر ما هي لغة حرة وواقعية.
هل تتوقع بعض الانتقادات لتوظيفك لغة الشارع خلال الندوة الصحفية التي ستعقد يوم غد؟
أود أن أشير أولا إلى أن أكثر من 170 ألف مشاهد تمكنوا من مشاهدة “الزيرو”، لكن كل ما يهمني هو أن يخلق شريطي نقاشا، ففي حال حظي بنقاش موسع وحرّك العديد من الأسئلة أكون حينها قد فزت بالرهان، ذلك أنه، في أي مجتمع، إن لم يخلق أي إبداع فني نقاشا حوله فسنقول إن هذا الفنان لم يقدم أي شيء للمجتمع. لذا، أتوقع أن يحرك الفيلم، بعد عرضه، نقاشا حول ما قدّمه “الزيرو” للمجتمع المغربي.
هل يمكن تقريب القراء من ظروف التصوير؟
دار التصوير في ظروف جد صعبة، لأننا صوّرنا الفيلم تحت الأمطار وتحت درجة حرارة منخفضة ما بين يناير وفبراير بمدينة الدار البيضاء وفي ساعات متأخرة من الليل، حيث كنا نشرع في التصوير على الساعة الحادية عشر ليلا لتفادي حركة السير على أن ننتهي حوالي الساعة الثالثة صباحا تفاديا للأصوات التي تحدثها العصافير، لكن المشكل الكبير الذي واجهناه هو انخفاض درجة الحرارة.
أكورا بريس-طنجة-ن.ح